Thursday 28 August 2014

انتصار غزة وهزيمة أُحد

غزوة أُحد وحرب غزة..
(كلام قد لا يروق للكثيرين )
درسنا وتداولنا الكثير عن هزيمة جيش المسلمين في غزوة أحد، فلقد قتل المشركون سبعين من الصحابة، وجُرح العشرات وأُصيب الرسول صلى الله عليه وسلم في وجهه وكسرت رباعيته. لكننا ننسى أن هدف المشركين كان اجتثاث الإسلام وليس فقط الانتقام لهزيمتهم يوم بدر، وهم لم يحققوا هذا الهدف. وأيضاً قوة المسلمين العسكرية بقيت ثابتة برغم الشهداء و الجرحى، حتى أن الرسول صلى الله عليه وسلم وبمجرد عودته للمدينة أمر جيشه( الذي عاد من أحد) بالتحرك لحمراء الأسد، فقد بلغه أن جيش المشركين يريد الاغارة على المدينة. رابط الجيش في حمراء الأسد بضعة ليال ولم يأتي المشركون.

إذا اعدنا النظر إلى نتائج الغزوة - بمنظورنا الحديث - لوجدنا أن المشركين لم ينتصروا لأنهم لم يحققوا ما قدموا من أجله والمسلمين لم ينهزموا لأنهم ورغم الخسائر التي تكبدوها بقوا صامدين ولم ينتهي أمرهم. فلماذا لم يحتفل المسلمون حينها بالنصر ولماذا لا نحتفل اليوم بنصرهم يوم أُحد؟
لا شك أن معركة العصف المأكول حققت إنتصارات لأهل غزة، فصمود المقاومة وتوحدها وتوحد الشعب خلفها ومعها هو إنتصار. والتعاطف الشعبي العالمي وإحياء القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني هو أيضاً إنتصار. وفشل إسرائيل ومصر والسعودية ومن على شاكلتهم في القضاء على المقاومة الفلسطينية في غزة هو هزيمة لهم.
حماس وعدت الشعب برفع الحصار وفتح الميناء والمطار، وأهلنا في غزة صمدوا ليتحقق ذلك الوعد. إتفاقية التهدئة التي توصلوا إليها لا تحقق اياً من هذا، ففتح المعابر هو للمعونات الإنسانية و إعادة الإعمار وتحت رعاية السلطة الفلسطينية، أي ليس فتحا كاملاً، والميناء والمطار للتفاوض بعد شهر، وكلنا يعرف معنى ومدى ما تحققه المفاوضات مع إسرائيل! لا أريد أن أقول أن المقاومة هُزمت، ولا أريد أن أقول أن غزة هُزمت، ولكني أجد مبالغة في تسميته انتصار، ورغم ذلك سأسميه انتصار.
يحق لأهل غزة بأن يفرحوا بصمودهم، ويحق لهم أن يتباهوا بثبات المقاومة، ويحق لهم أن يحتفلوا بفتح المعابر وتوسيع نطاق الصيد البحري، قاتلوا وقتلوا وقُتلوا والآن انتصروا فلهم أن يفرحوا. لكن هل حقاً "انتصرنا"؟ هل  يحق لنا أن نحتفل بهذا الانتصار؟ أنا أعني هنا أمثالي ممن تابعوا ما يحدث في غزة عبر شاشات التلفزة ولم يخسروا في هذه الحرب وهذا الحصار الإسرائيلي على غزة شيئاً. هل لنا أيّة حصة أو نصيب في هذا؟ نحن لم ننهزم، ولكننا لم ننتصر بعد، وهذا ليس وقت الإحتفال.
لك الله يا غزة، فوحيدة انت في صمودك، ويوم فرحك الكل له نصيب.

No comments:

Post a Comment