لو
كنت أعلم خاتمتي، هل كنت بدأت؟
مع اقتراب الذكرى الثانية لانطلاقة الثورة السورية يتسأل الكثيرون -وهم محقون في تساؤلهم- لو
علم السوريون حجم الخسائر من قتل ونفي وتدمير هل كانوا سيخرجون في ثورتهم؟ لو عاد
بنا الزمان مرة أخرى فهل كنا سنخرج في ثورتنا مرة أخرى؟
الثورة
السورية ليست أول ثورة في التاريخ، ولن تكون الاخيرة. وكثير من الثورات على الظلم
والطغاة لم يُكتب لها النجاح, وكثير أخر منها دفع ثمناً باهظاً للنصر. اسمحوا لي
ان أرتحل معكم الى مكان ما في التاريخ لنرى هل كان هذا السؤال مطروحا في أكبر ثورة
في تاريخنا؟
في
ليلة قمرية والبدر ابن سبع عشرة ليلة, من الممكن انه قد جلس أحدهم متفكرا: غداً
صراعٌ أخر وقد أُقتل، ها نحن الان نقف بعد خمسة عشر عاما من بداية الثورة وماذا
جنينا حتى الان؟ فنحن مُهجّرين مطرودين من بلدنا، ولم يكن حالنا بالجيد في بلدنا، أخر
ثلاث سنوات قضيناها محاصرين وممنوعين من كل شيء، والجوع كان حليفنا الوحيد. كم
قُتل منا؟ أنظر الى عمار وقد فقد ابواه امام عينيه، وعثمان فقد عينه من التعذيب،
وخباب حُرق ظهره، وبلال وما أدراك ما ناله من التنكيل والتعذيب! لاجئون نحن وللمرة
الثانية، خسرنا كل شيء، كل شيء تركناه في سبيل هذه الثورة، ورغم كل ذلك لم يبلغ
عددنا بعد ثلاثة عشر عاما الا اليسير اليسير- ربما مئة- والان نحن ننتظر العدو ونحن
من أضعف ما يكون.
أتراه
سأل نفسه حينها قائلاً: هل كانت تستحق؟ لو عاد بنا الزمان الى الوراء فهل كنا
سنخرج في ثورتنا مرة أخرى؟ لو عرفنا أننا سنقف هنا كأنما نُساق الى الوت سوقاً بعد
كل هذه السنون: هل كنا سنخرج في ثورتنا/ دعوتنا؟ (الانفال أية 5-6)
لا
أقول ان الثورة السورية هي في نبل وطهارة ومكانة دعوة الرسول عليه الصلاة والسلام،
ولا أقارن بينهما إلا لكي أعيد التساؤل إلى أصحابه قائلاً: لو عاد الزمان بنا الى
الوراء فماذا سيختار السوريون؟ هل سيتوانوا عن الخروج في الثورة، ربما كان إقبالهم
عليها أكثر لما روأوه من وحشية الاسد وتخاذل العالم, فلا أظنهم كانوا سينتظرون
الموت حتى يصل قراهم ومدنهم كما الان!
لست مخولاً للحديث باسم السوريين، ولكن كفلسطيني وبعد ما يزيد عن الستين سنة من التهجير والتشريد والتضييع في البلاد قطعة قطعة أقول:
لو عاد الزمان بنا الى 1947، فهل سنقبل بقرار التقسيم، ولو عدنا الى الرابع من حزيران 1967 فهل سنقبل ونعترف بدولة اسرائيل ولو عاد بنا الزمان الى اي نقطة: فلن أقول الا فلسطين من البحر الى النهر وثورة حتى النصر.
لست مخولاً للحديث باسم السوريين، ولكن كفلسطيني وبعد ما يزيد عن الستين سنة من التهجير والتشريد والتضييع في البلاد قطعة قطعة أقول:
لو عاد الزمان بنا الى 1947، فهل سنقبل بقرار التقسيم، ولو عدنا الى الرابع من حزيران 1967 فهل سنقبل ونعترف بدولة اسرائيل ولو عاد بنا الزمان الى اي نقطة: فلن أقول الا فلسطين من البحر الى النهر وثورة حتى النصر.
الثورة
لا زالت فتية وسنتان في عمر الشعوب لا شيء، ونجاح أي ثورة لا يُقاس بالدمار والقتل
والتهجير الذي حصل، نجاح الثورة هو في ذاتها، هو في أنها حدثت!
أشلاءنا أسماءنا... حاصر حصارك بالجنون بالجنون... لا أحد إلاك... في هذا المدى المفتوح