Saturday 31 March 2018

شهداء مسيرة العودة

شهيد غزة
على حدود الوطن وقفوا
على حدود الوطن سقطوا
نادوا بأعلى الصوت :
بالروح بالدم نفديك يا فلسطين
وكذلك فعلوا

يشبهوننا، لهم أسماءٌ كما لنا،
ولهم أحلامٌ كم لنا،
لكنهم الآن شهداء ونحن كما نحن.

استيقظوا صباحًا، فطور الجمعة مع باقي أفراد العائلة، شاي بالمرامية تحت الدالية التي بدأت اوراقها تُعلن فصل الربيع. اغتسلوا للجمعة ناسينَ أن الشهيد لا يُغسّل، واتجهوا إلى الصلاة. استمعوا للخطيب يتحدث عن نعيم الجنة، فاشتاقوا لفلسطين أكثر. بدأت الجموع تتحرك نحو "مسيرة العودة" الهتاف يعلوا، الناس كُثر، والكل يحمل في صدره هويته: فلسطين.

هناك على مرمى البصر  يقبع الجنود، لكنهم لم يروا إلا بيارات يافا، شواطئ عسقلان، قلعة عكا، بيت الجدة الذي لا زالت تحمل مفاتحه.
أرضنا، فلسطين، ترقد خلف السياج، تنادي من تنادي؟ سمعوا أسمائهم بدر الصباغ، محمد النجار، وحيد ابو سمور، امين ابو معمر، محمد  ابو عمرو، احمد عودة، جهاد فرينة، محمود رحمي، عبد الفتاح عبد النبي، ابراهيم أبو شعر، عبد القادر الحواجري، ساري ابو عودة، حمدان ابو عمشة، عمر سمور..

تابعوا المسير، هل يقف من سمع فلسطين تنادي إسمه؟ هل يقف من سمع فلسطين تنطق بإسمه؟ صوت الرصاص يعلو، لكنهم لم يسمعوا إلا صوت فلسطين.

لا شيء يقف بيننا وبين أرضنا إلا هذه اللحظات الأخيرة، "تسابقوا على الموت" ليحتضنوا الأرض بأجسادهم، تشربت فلسطين دمائهم الطاهرة فنبتت شقائق النعمان والدحنون وأغصان الزيتون لتفتح لهم أبواب الجنة، أبواب فلسطين..
مسيرة العودة، لقد عادوا
إلى منتهاهم،
إلى مبتغاهم،
عادوا إلى الوطن، وفي أحضانه يرقدون
مبتسمين،
مرددين :
بالروح بالدم نفديك يا فلسطين..

ليتني معكم
أحمد بكر