Tuesday 18 June 2019

مسلسل جن

مسلسل جن

مثل كثير من الأردنيين وجدت نفسي في وسط عاصفة شعواء على مواقع التواصل الاجتماعي وسببها جن! في البداية احتجت لبعض الوقت لأفهم ان جن هو مسلسل أردني من انتاج نتفليكس، وأن سبب غضب الشعب الأردني هو ما اشتمل عليه المسلسل من انحلال خلقي سواء من ألفاظ نابية أو مشاهد ساخنة.
ومثل الكثير من الأردنيين وجدت نفسي اتحدث عنه، ودون ان اشاهده.
التساؤلات التي وجدت نفسي أحاول الاجابة عنها هي في تفسير غضب الشارع الاردني من المسلسل، فلماذا الاردنيون غاضبون؟
هل لأن المسلسل يحتوي ألفاظ نابية؟
هل لأن المسلسل يحتوي مشاهد إيحائية ومثيرة جنسياً؟
طبعاً السؤالان جوابهما لا. فمسلسلات رمضان هذا العام (كمثال)، والأفلام العربية والبرامج الاجنبية، وغالب ما تبثه القنوات العربية (اكثر من ٥٠٠ قناة) يعج بالجنس والاغراء.
إذا مشكلتنا ان المسلسل اردني، انتاج أردني، فيعني "الفسق" و "الفجور" محلي وليس مستورد. طبعاً كلنا يعرف ان ما عُرض في المسلسل موجود في الأردن (عدا عن الجن) هذا جعلني اتسائل: هل الإقرار بوجود هذا الكلام والتصرفات هو المشكلة ام عرضها هو المشكلة؟

أنا متأكد ان كثير من الناس لا يعترفون ان شيء كهذا موجود في بلدنا، وهذا دائما يجعلني استغرب مقدار الانفصام الذي يعيشه المجتمع الأردني.
أذكر أنني زرت مسبح نادي السيارات الملكي في صيف عام ١٩٩١، وكشاب يافع و مسحوق لم يتسنى له يوما التجول خارج حدود الدوار الثالث، شعرت أنني خرجت من المملكة وسقطت في مشهد في فيلم من أفلام هوليوود.
هذا كان في عام ١٩٩١، أدركت حينها ان هناك طبقات من المجتمع الأردني تعيش حياتها بطريقة مختلفة تماماً عن باقي المجتمع.
الآن، وفي كل زيارة لي للأردن ألاحظ ان تلك الطبقة لا زالت تعيش خارج نطاق البلد، ولكني اشاهد الكثير من فئات المجتمع تحاول تقليد هذه الطبقة. فعدد المدارس الخاصة المختلطة، المسابح، الحفلات العامة واستضافة الفنانين، الأندية الليلة بمفاهيمها المختلفة، وأشياء أخرى..

أنا لا ولن أدافع (أو أهاجم) مسلسل جن، فأنا لم أشاهده، لأني بصراحه لا أحب المسلسلات عموماً، ولا الأعمال الفنية العربية.
لكني، مثل الكثير من الطيبين من أهل بلدنا الطيب، اتسائل : هل مسلسل جن هو المشكلة، ام هو عرض للمشكلة؟ وهل سيتم تحويل ملف المسلسل إلى هيئة مكافحة الفساد; عشان نطمن على مستقبله...

ربنا ع الظالم

عند ربنا ما بضيع اشي..
عبارات اسمعها كثيراً ، اعرف معناها ولكن حقيقة ما اسمع هو: لنقبل بالظلم، فليس باليد حيلة.
لو سألت سؤال ، وارجو ان لا أُخرج من الملة ويُقام عليّ الحد: ماذا لو لم يكن هناك يوم قيامة، ماذا سنفعل؟ هل نقبل بالظلم، هل نستسلم؟ لأننا لن نؤجل القصاص، لن نؤخر العدل إلى يوم القيامة...

بعد موت مرسي كل من يعزي به يقول ان ربنا سينصفه، سيقتص له ممن ظلموه وسجنوه وتسببوا لموته. وهذا كلام هدفه تعزية انفسنا وتسليتها كما قال لبيد:
أكذّب النفس اذا حدثتها  فإن صدق النفس يزري بالأمل
ومعلوم ان من سجن مرسي وقتل الشباب في رابعة وسجن الناس واعدم الكثيرين لم يخطر بباله يوما لا حساب ولا عذاب، وها هم يعيشون في القصور ومرسي مات في الانفرادي.
هل اذا انا كافر؟ لا، لكني اكره التسويف والتأجيل ومواساة الفاشل بالأمل.
عند ربنا ما بضيع اشي، نعم، لكن ما بين هذه اللحظة ويوم القيامة مهمتنا ان نبحث عن العدل، ان نقيم العدل، ان ننصر العدل، لا ان نن
تظر..