Sunday 6 December 2020

لعيون ‏مشخص ‏والكرك ‏والوطن

لعيون مِشْخِص والبنات
ذبح العساكر كارنا...


مقطع من أغنية قديمة من أغاني الأعراس والاهازيج الكركية... 
كثير من الأغاني الشعبية تحكي تاريخ بلادنا، فقصيدة "من سجن عكا طلعت جنازة" ليست فقط أغنية بل تاريخ مسجل عن حقبة الانتداب ومتوارث مشافهة. وربما كلمة "طزّ" تحمل في تاريخها أكثر مما يظهر للعيان. و بعض الاهازيج لا نعرف تاريخها بسبب جهلنا أحيانا، وأحيانا لغياب الاهتمام البحثي الممنهج.. 

من هي مشخص؟ ومن هم البنات؟ 
‏البنات هم الشقيقتان بندر ومشخص المجالي، كانوا من ضمن من تم سجنهم من قبل العثمانيين في معان بعد إخماد ثورة الكرك (هيّة الكرك) عام ١٩١٠. مشخص كانت متزوجة من الشيخ قدر المجالي، زعيم ثورة الكرك، وشقيقتها بندر كانت متزوجة من رفيفان باشا المجالي، انجبت منه ولداً في السجن أسمته حابس (لأنه انولد في الحبس، وصار اول قائد عربي للجيش الأردني). 


(الشيخة بندر المجالي و حولها نساء بني عطية و الحويطات أثناء ولادتها حابس المجالي – صورة للفنانة التشكيلية هند الجرمي) الصورة من موقع تراث الأردن 




البعض يعتقد مخطئاً ان الثورة العربية الكبرى أنهت (او ساهمت) في إنهاء الخلافة الإسلامية، وأن دعم الإنكليز وتشجيعهم هو الذي أقام الثورة. لكنها ليست إلا حققة في سلسلة طويلة من الثورات ضد "العصملي"، الدي كان يُنظر إليه كمحتل، وليس خليفة المسلمين وولي أمرهم... 

الثورات توالت من ١٨٣٠، وكلها لاقت البطش والفتك والظلم، بل إن العثمانيين إستعانوا بالإنجليز والفرنسيين ضد أهل فلسطين. 

في عام ١٩١٠ ورفضا لعد النفوس والتجنيد والضرائب قامت ثورة الكرك، مدعومةً من عشائر الجنوب قاطبة. أرسل جمال باشا (السفاح) حملة عسكرية بقيادة سامي باشا، فقتل وأسر وسجن ودمر، وحتى النساء لم يسلمن من السجن. وبعد الثورة بقيت الأهازيج التي تؤرخ لما حدث:
يا سامي باشا ما نطيع وما نعد رجالنا
لعيون مشخص والبنات ذبح العساكر كارنا




أحمد بكر


للمزيد عن ثورة الكرك:
http://www.jordanheritage.jo/karak-revolt/

No comments:

Post a Comment