Friday 21 February 2014

حاجة مُلحة

حاجة ملحة...
لم أستطع النوم، قمت من فراشي واتجهت إلى المطبخ، اشعلت سيجارة وبدأت بإعداد القهوة، وقفت إلى جانب النافذة واشعلت سيجارة أخرى وانا احتسي القهوة ببطء وأطيل النظر في زجاج النافذة وذلك الشق الذي بدا كبيراً. الأفكار تتضارب في داخلي وأشعر بأن لا مخرج مما انا فيه، حسمت امري بأن اذهب إلى محمود واتحدث إليه بصراحة، اي احتمال مهما كان سيئاً هو أفضل مما انا فيه.
قاومت الوقت إلى أن انتصف النهار، كنت اعيد ماذا سأقول له وماذا سيرد، كررت ذلك آلاف المرات في الساعات القليلة حتى احتويت كل الاحتمالات. أعرف ان فيه قسوة، لكنه يحبني ولن يخذلني، هذا ما آمل، وليس لي إلا هذا الامل.

نزلت من بيتي مسرعاً واتجهت إلى بيت محمود، صعدت الدرج الطويل الذي يفصل حارتهم عن حارتنا، انعطفت شمالاً وأنا الهث من التعب. مررت من أمام دكان أبو إبراهيم، ألقى علي السلام فرددت متمتما وانا اشعل سيجارة اخرى. كان بعض الصبية يلعبون في الشارع بصخب، فقفزت إلى الرصيف لاتجنبهم.

لمحت فيصل يستعد للركوب في سيارته حين رأني فتمهل قليلا وتهيأ لمصافحتي، لم يكن لدي وقت ولا صفو لاتحدث، فأومئت له من بعيد محيياً وتابعت مسيري.
كنت أكرر في داخلي ما سأقول، وفي كل مرة كنت انجح باقناعه، للحظات بدت الحياة بطيئة جداً لكن كان هناك بريق امل.

وقفت على باب دار محمود وصفقت الباب الحديدي بيدي بقوة، صرخت منادياً : محمود؟
جائني صوت أمه من الداخل: أهلين يا خالتي، تفضل!
وصَلتْ إلى الباب وفتَحتْه على اتساعه، قلت: وين محمود؟
قالت: سافر الصبح، خير؟
قلت مستغرباً : ألم يكن موعد سفره غداً؟
قالت: لا.
قلت بحنق ونفاذ صبر: هو قال لي انه سياسفر الخميس صباحاً!
قالت : اليوم الخميس!
.....
.....
.....
أحمد بكر

No comments:

Post a Comment