Tuesday 22 July 2014

فضفضة : لم انتصر لم اهزم

فضفضة ودعاء وعمل

في حديث مع صديق عزيز قال لي: أنا لا اقتنع بكل هذا، لا فائدة من هذه المظاهرات والاحتجاجات!
قلت: فهل نختار الصمت على المجزرة؟
قال: لا، لكن ليس لنا إلا الدعاء.

قلت غاضبا: ادعي،وما دعاء الكافرين إلا في ضلال!

الأسبوع الماضي ارسلت رسائل إلى عضو البرلمان البريطاني، والتقيته، ارسلت إلى البي بي سي محتجا عدة رسائل على تغطيتهم للأحداث، شاركت في مسيرة حاشدة في لندن استمرت لساعات.

الأسبوع الماضي سقط خمسمائة شهيد والفي جريح. لا أعتقد أن اياً مما فعلت أوقف قاتل، أرعب الجندي وهو يصوب طلقته، او غيّر مسار قذيفة، او حمى طفلاً من الاباتشي او حاملات الجنود او قاذفات الموت. 

الأسبوع الماضي لم أتوقف عن الدعاء، في المشي في الوقوف، في الصوم والصلاة والقيام، في الوقت الفاصل بين الهتاف والهتاف هناك ما يكفي من الوقت للدعاء..

الأسبوع الماضي سقط خمسمائة شهيد والفي جريح. لا أعتقد أن اياً مما فعلت أوقف قاتل، أرعب الجندي وهو يصوب طلقته، او غيّر مسار قذيفة، او حمى طفلاً من الاباتشي او حاملات الجنود او قاذفات الموت. 

الأسبوع الماضي، وهذا الأسبوع وكل أسبوع يسقط الشهداء في فلسطين، منذ قرن من الزمان ونحن نشهد المجزرة، فهل نكتفي بالدعاء على الفاشي حتى يأتي الله بأمره؟
ربما، كان كل ما نبذل من جهود لا طائل منه، ربما. وربما كان كل ما ندعو لا يُستجاب، ربما. لكننا لن نعرف دون ان نحاول، ونحاول ونستمر بالمحاولة.

قبل عشر سنوات أرسلت رسالة إلى رئيس الوزراء البريطاني، كانت عن إحدى مجازر المحتل، كانت الرسالة على شكل بطاقة بريدية( مفتوحة )، رد رئيس الوزراء لم يحقق شيء.  شعرت بالحزن أن رسالتي لم تحقق شيء. بعد أسابيع جائتني رسالة بالبريد، بدون اسم على المغلف، فيها ورقة ليس عليها سوى نجمة داود! شعرت بالفرح، هناك عدو أغاظته رسالتي..

أعرف أنني لم انتصر، لكن ما دمت احاول فأنا لم أُهزم بعد.

No comments:

Post a Comment