Friday 16 June 2017

عن الفرق والتفرق والفرقة

هل انا مرتد؟
على دين من؟
بين العلم والعلماء تضيع الحقيقة
(احترت ما هو العنوان المناسب)
كان دائماً ما يثيرني تفسير بعض المفسرين لهذه الآية...
{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ} [الأعراف : 175]

بلعام بن باعوراء، كان عالم دين، ويقال كان يعرف اسم الله الأعظم، ولكنه وقف مع الجبابرة على جبل حسبان ورفع يديه ليدعو على موسى كليم الله وقومه!

أتساءل، هل يُعقل ان يبلغ أحد هذا المبلغ من العلم ويضلّ هذا الضلال؟
طبعاً قرأت الكثير عن ضلال العلماء، فشيخ الإسلام ابن تيمية سُجن بمباركة الفقهاء في زمانه. وذكر ابن الجوزي كيف ان احد عظماء الفقه أفتى لخليفة عباسي بالحرام (اسألني ان اردت عن التفصيل)، لكن ان يدعو عالم على رسول فهذا اعجب العجاب..

أعود لأسأل نفسي على دين من أنا؟ وهل أنا على نفس دين هؤلاء العلماء الذين يرفعون أيديهم بالدعاء على هذا التنظيم وذاك، ويدعون لهذا الملك وذاك، وان تغيرت أهواء ربهم، حرفوا قبلتهم وغيّروا كلامهم وسالت دموعهم على من كان يدعون عليهم بالأمس واحرورقت حجراتهم وتحشرجت بالدعاء على من كان فارس الدين ومنقذه..

انا هنا وان كنت أتحدث عن دول لكني ما يعنيني أكثر هو من تسمّى بالعلم والدعوة وتصدر المجالس ليفتي ويعلّم الناس دينها..

بعيداً عن الرمزية، السعودية (بالمجموعة الدينية التي تحمل دعوتها، ولا أعني دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله) لعنت ثورة تونس. وحاكم تونس منع كل شعائر الإسلام بما فيها الصلاة في المسجد.

والسعودية طبّلت ورقصت لثورة الإسلام والمسلمين على عدو الله القذافي، لكنها لم تترك جهد من دعم كل جهد لإحباط العملية السياسية بعد ذلك.

والسعودية قاطعت أمريكا لأن أوباما لم يدعم مبارك بما فيه الكفاية، وتخبط جيش الدعاة في غياب موقف رسمي، فطبلوا وزمروا وفرحوا لانتخاب مرسي، حتى كأنك تظن أنهم (اي الإخوان المسلمين) على نفس الدين، ومن ثم باركوا واستبشروا بمذبحة رابعة حتى كأنك تظن أنهم (اي أئمة الحرم) ليسوا على أي دين!

وفي سوريا كان الأمر مثل قول الشاعر لا خير في ود امرؤ متلون.. فيوم ترى الدموع والدعاء والحشد، ويوم ترى الصمت، ويوم ترى راية الجهاد، ويوم سب الخوارج، وهكذا داوليك.

أما اليمن، فبصراحة هذه أعجوبة الزمان، دعموا البيض والجنوب لينشقوا في التسعينات عن علي عبدالله صالح، وثم دعموا علي عبدالله صالح ضد الشعب، ثم دعموا الجيش ضد علي عبد الله صالح، وايدي الدعاة مرفوعة والسنتهم تلهج بالابتهال لله لينصر عباده الأخيار!

وبين الحين والآخر يخرجون علينا بزعم ان الخروج على الحاكم من أعظم المصائب واكبرها. فأتساءل:
هل اذنب محمد بن عبدالله (عليه الصلاة والسلام) حين خرج على قومه بدعوة قسمت المجتمع، وفرقت الأب عن بنيه، واخرجت الناس من ديارهم وأموالهم وصاروا حديث العرب؟

اتساءل:
هل اذا اقام الصلاة فينا لا يحق لنا الخروج ومن يخرج قتله جائز؟ اذا أبشر بالخير يا شمر بن ذي الجوشن (قاتل الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه).. وهذا يعني بالقياس نفسه أنهم يلعنون سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم لخروجه على الحاكم المسلم،وطبعاً أهل المدينة المنورة (واقعة الحرة)

أتساءل:
هل كان لصلاح الدين الأيوبي الحق في الخروج عن أمر نور الدين زنكي ومن ثم الملك الصالح ملك مصر والشام (ابن نور الدين زنكي، كان عمره 11 عاماً عندما صار حاكماً على صلاح الدين) و غزو دمشق وعزله؟

أتساءل...
هل الأمور تقاس بالنتائج؟ هل أخطأ الناس حين انتصروا لانفسهم ضد الظلم والفساد والاستبداد؟ لم ينتصروا ومات كثير من الخلق. نعم، كذلك أصحاب الأخدود، قتلوا عن بكرة ابيهم، فهل أخطأ أصحاب الأخدود...

لدي أسئلة كثيرة، ولكن دائما أجد أن الإجابة أعقد من السؤال. دائماً تنتهي أسئلتي بأسئلة أخرى، وأخرى، وأخرى.. حتى صرت اشك في ديني.
هل انا على هذا الدين الذين هم عليه...

نعود إلى السياسة قليلا، الإخوان حزب شياطني، فلماذا دعمتم الشيخ عبدالله عزام؟ ولماذا اتهمتم الإخوان المسلمين في دينهم، وهم لا زالوا على دين باقي المسلمين في الأردن والكويت والبحرين؟
إسرائيل عدو، فلماذا تتهمون حماس بالإرهاب؟
لماذا تنفقون مليارات على التسلح وعصابة الحوثي تفتك فيكم وأمطار قليلة تغرق مدنكم؟

لا يعتقد أحد اني بهذا أقف مع قطر، فهاك بعض الأسئلة؛ المليشيات الشيعية يقتلون أهل السنة في العراق والشام ودموعكم لا تجف، فلماذا إيران حليفكم الاستراتيجي؟ الجزيرة ايقونة لحرية التعبير، فلماذا الشعراء عندكم يحكمون إعدام؟

لا أدري انا مع من أقف، والسؤال السياسي ليس ما يهمني، ما يهمني حقاً هو ان أعرف هل انا كافر؟

أنا لا ادري ان كنت على دين هؤلاء الدعاة، لكني متأكد أنني لست على دين من يكفر بفلسطين، من يكفر بحق الشعوب في الوقوف ضد الظلم، من يكفر بأن أعظم الجهاد كلمة حق..

الآن فهمت كيف رفع بلعام بن باعوراء يديه يدعو الله على موسى عليه السلام كليم الله.. الآن فهمت ان الدين، من اول التاريخ سلعة في يد الحكام، وغالب العلماء.. وانت كنت استغربت في السابق من قصة بلعام، فإني على يقين اننا سنرى أحد هؤلاء يرفع يديه إلى السماء، ليدعو على رب السماء، انتصارا لمن يصرف له الراتب....

No comments:

Post a Comment