Friday 8 April 2022

للشعر

لماذا الشعر...
لأننا بشر...
نعم، فنحن لا أجنحة ولا زعانف، محبوسون في حدود المكان.. 

نعم، فبعض الكلام لا يحتمل التصريح، وبعض المشاعر لا تحتملها اللغة.. 

نعم، لأن غالب ما نقوله "لا معنى له، لكننا نقوله ليتم معنى النصف الآخر"*.. 

نعم، فجمال البكاء تضيق به الألفاظ المنمقة.. 

نعم، فالنثر تَحدُّه القواعد من الشمال، وعجز الوحي من الجنوب، ولا له شرقٌ ولا غرب... 

نعم، لأن الشعر يحمل العاشق إلى مبتغاه، والغائب إلى وطنه، والفاقد إلى دمعه وقبره وحزنه... 

الشعر هو حرية التعبير، هو خواطر القلب، هو ما نبحث عنه عندما نريد أن نقول ما لا نجد ما يُقال.. 

الشعر هو نَفَسُ الصباح، رائحة الفجر، لون السماء قبل الغروب، عدد النجوم في سماء الوحيدين.. 

هو حنين التراب للمطر، طريق الحمام إلى عشه، عشق العاشق لإيحاءات المعشوق، وحدة المسافر في الليل الطويل، وصف الموت والحياة.. 

هو فروسية عنترة، حكم ابن أبي سلمى، فخر عمرو بن كلثوم، ومدح المتنبي. وهو أسئلة إيليا، وغناء جبران. هو لافتات أحمد مطر، وغزل نزار. هو وطن درويش، وهو مما يستحق الحياة.. 

أحمد بكر 

No comments:

Post a Comment