عندما خرجت مظاهرات الربيع العربي، فرحنا، وداعبت فسحة الأمل مشاعرنا، حلمنا بشمس يوم لا يحكمنا فيه الطغاة. تنافسنا في سرد حكايات الظلم والقتل، والتشريد.
خرج علينا البعض ليقول لنا الخروج على الحاكم حرام، أو أنهم حصن العرب ضد الغرب، أو أن هذا وذاك هم ليسوا كما يقال، وإنما هي خداع الاعلام..
كم كان عجيباً أن نحتاج أن نبرر الثورة على الطغاة، أن نقنعهم أننا لسنا مخدوعين، بل مظلومين.
اليوم سقط بشار، وقبله سقط طغاةٌ كُثر، بن علي، مبارك، القذافي، وصالح. لم ينتج عن سقوطهم خير لبلادهم، فإشرأب المتشدقون كما في كل مرة وقالوا: هل هذا أفضل؟ ألم نحذركم من هذا؟
نعم، إن كانت الأمور تقاس بالنتائج. وان كانت أعمار الشعوب تقاس بالأيام والشهور والسنين. نعم، لا تثوروا، لا ترفعوا رؤوسكم، لا تقولوا لا.
لكن.... *
اليوم فرح، مليء بالدموع، مليء بالذكريات. سأفرح، لا لأني قادرٌ على أن أنتصر على العالم، لا لأني سأعرف ما سيحدث غداً. لكني سأفرح، لأن عشرين مليون سوري فرحين. سأفرح، لأن الطغاة الليلة سينامون في خوفهم من شعوبهم كما في كل ليلة، وستنام الشعوب وهي تؤمن أن الحلم ممكن، فتبتسم...
أحمد بكر
٨ كانون الأول ٢٠٢٤
*حذفت النص، لا، لن أبرر لماذا اليوم لنا الحق في الفرح، ليس وقت الفلسفة أو التبرير، ليس اليوم...
No comments:
Post a Comment