Friday 13 July 2012

في النصر و الهزيمه



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
 قال تعالى: انا فتحنا لك فتحاً مبيناً (سورة الفتح، اية١).
يخبرنا الله بفتح عظيم ونصر مؤزر للمسلمين والمبين هو الظاهر الجلي، اي لا شك فيه ولا ريب في وضوحه. هذا النصر هو صلح الحديبية، هكذا وصفه الله سبحانه وتعالى ولكن كيف رأه الصحابة رضوان الله عليم حينها؟ بدأ ظهور عدم الرضا بين الصحابة في لحظات كتابة الصلح، فبعد ان اعترض مشركي قريش وقبل الرسول عليه الصلاة والسلام اعتراضهم ابى علي رضي الله عنه ان يمسح "رسول الله" من كتاب الصلح. وبعد ان تم الصلح جاء عمر رضي الله عنه يناقش الرسول عليه الصلاة والسلام  في شروط الصلح ويسأل لما نقبل الدنية في ديننا! وبعد ان امر الرسول عليه الصلاة والسلام الصحابة ان يتحللوا من احرامهم ولثلاث مرات ولم يفعلوا، حتى تحلل هو عليه الصلاة والسلام وتبعوه. يظهر للعيان ان الصحابة لم يكونوا راضين بشروط الصلح وردهم عن الكعبة في تلك السنة، بل انهم كادوا ان يعصوا امر الله ورسوله حين لم ينحروا ويحلقوا كما امرهم عليه الصلاة والسلام. هذا الصلح هو ما وصفه الله سبحانه وتعالى بالفتح المبين!

في تزاحم الاخبار هذه الايام لا نسمع سوى ما ينغص الخاطر ويندى له الجبين من مآسي في بلاد العرب والمسلمين. فشلال الدم لا يزال ينزف في سوريا، وشبح المجاعة في اليمن يطغى على اي صورة، والفوضى السياسية في مصر، والفوضى الامنية في ليبيا وما يحدث في لبنان والاردن والسودان من انعدام الاستقرار والوقوف على حافة الهاوية. وفوق هذا كله فجراح العراق وافغانستان لم تلتئم بعد، وفلسطين الحبيبة يعجز اللسان عن وصف حالها. وما زاد عن هذا كثير، الا ان الموضع لا يتسع للسرد ولا هذا هو المراد.
اقول : في خضم هذه الاوضاع والاحزان نبحث عن بصيص امل وبارقة نصر لنتشبث بها، ولكنا في اكثر الاوقات، ما ان نجد حدثا لنفرح به، يتبعه الف الف حدث ليقتل الامل في قلوبنا وينزع فكرة النصر من عقولنا.

اعود للحديث عن صلح الحديبية، فكما اسلفت ان الله قد اعتبره نصراً مؤزراً وفتحاً مبيناً ولكن ذلك غاب عن الصحابة حينها. ولا انوي التفصيل والاسهاب في ذكر خصائص هذا النصر، ولكن تكفي الاشارة ان من حضر معه صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان(الشجرة) وصلح الحديبية كان الف واربعمائة صحابي. وبعد عامين عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم بجيش من عشرة الاف رجل! وخلال تلكما العامان وقعت غزوة خيبر ومؤتة ورسائل الملوك وكثير غير ذلك.

لقد رأى الصحابة صلح الحديبية هزيمة، وقبول الدنية في الامر. ورأه الله فتحاً مبيناً، وكذلك كان. ومثل ذلك تكرر في التاريخ، فالنصر ليس دوماً الفوز في معركة او اكتساب ارضٍ جديدة. وقد تختلط الصورة على البعض لجسامة الحدث وهول الامر، وقد لا يميز الكثير معالم الانتصار، اما لعلو المطلب والهمة (كما في الصحابة) او  لاعتياد الهزيمة (كما هو حالنا الان).  
فكل ما ريد ان اقوله ان معالم النصر والهزيمة قد تختلط ولكن:
هذا الربيع العربي الذي نشهد هو بإذن الله نصرٌ من الله وفتحٌ قريب

1 comment:

  1. أصبت : قبل 4أعوام ظننا هدنة غزة هزيمة و ها نحن الآن نحتفل بنصرهم و تغير حالهم. و الحمد لله

    ReplyDelete