Sunday 9 November 2014

أنا وجدتي وجبينة


أنا وجدتي وجبينة
كتبها  الصديق بدر بدر
عندما كنت صغيرا كانت جدتي في و قت الظهيرة تجلس و تطلب مني أن أنام و أضع رأسي على رجلها و تبدأ بسرد قصة فلسطينية تراثية قصيرة و كانت أحد هذه القصص هي قصة....جبينة..و سأكتب القصة كاملتا في النهاية....و قصة جبينة...يبدو أنها قصة تشبه قصة القدس بمعاناتها...وفي عام 1987 غنت كميليا جبران قصيدة جبينة التي كانت تقول فيها القدس مرة و جبينة مرة اخرى في اشارة الى ان هذه القصة هي ان معاناة الانسان الفلسطيني منذ القدم هي معاناة القدس:
يا طيور طايرة.. ع الجبال العالية
قولي لأمي وابوي.. القدس راعية
ترعى وز! وتمشي غز
وتنام تحت الدالية..(مال الصمود ومالنا)
بدنا نعيش عيالنا.. واللي حاله باعها
واللي جاع معها ذراعها.. مالكم ومالها؟
فالها ع حالها!.. صامدة ولو عارية
يا طيور طايرة.. ع الجبال العالية
قولي لأمي وابوي (جبينة) صاحية!
توكل لوز وبدها جوز! كله صحة وعافية
قايمة نايمة!صاحية حافية..تحت القمر
بين الشجر.. عين الضبع..فوق النبع!
مال الضبع ومالها؟ فالها ع حالها!
معلش شو صار؟ الحرة شعلة ثار
معلش مش عيب؟ عذرا جنب الذيب!
مين بدو يصيب..حرة جنب الساقية
....وكأن جدتي كانت تريد أن تقول لي جبينة هي القدس و القدس هي جبينة....
و قصة جبينة هي كالأتي:
كان مرّة زلمة ومرته، المرة لا بتحبل ولا بتجيب، أجا زلمة ببيع جبنة ولبنة. شرت المرة منه جبنة وفاتت على بيتها وقالت "يا ربي يا حبيبي! تطعمني بنت بيضة مثل قرص الجبنة واسميها "جبينة" روح يا يوم وتع يا يوم. المره حبلت وخلفت بنت طلعت شلبية وسمتها إمها "جبينة" كبرت البنت وصارت صبيّة. أجا مرّة أمير عندهن وشافها واعجبته. طلب من إم جبينة إنو يتجوزها، قالتله: "أنا بغربش" لكن في النهاية وافق اهلها وكان عندهن خدّامة فطلبوا منها ان ترافقها. لما قرب موعد العرس، ركّبوا "جبينة" على الفرس مزيّنة ومزبّطه، وساقت فيها الخادمة عَ بلد العريس. قبل ما تمشي "جبينة" امها اعطتها خرزة تعلقها بصدرها وقالتلها: "بس تكوني بضيق نادي هي يمّا، بسمعك وبرُد عليك".مشيت العروس هي والخادمة. بالطريق الخادمة تعبت، قالت "لجبينه": انزلي بدي اركب مطرحك. نادت "جبينه": "هي يما"!. أمها قالت للخادمة:" سوقي ياخادمة!". ساقت الخادمة مسافه كبيرة. ولما تعبت قالت لجبينة :" انزلي بدي أركب مطرحك"، قالت "جبينه": "هي يما بدها تنزلني وتركب مطرحي: قالتلها الام:" سوقي يا خادمة سوقي" .ساقت الخادمة فتعبت وقالت لجبينه:"انزلي تركب مطرحك". نادت أمها- قالتلها بصوت واطي:"سوقي يا خادمة"! ساقت فتعبت . نزلوا يشربوا من بركة المي ولما نزلت جبينة تغسل وجهها وقعت الخرزة منها. ولما مشوا قالت لجبينة:"انزلي بدي أركب مطرحك". صارت جبينه تنادي أمها، معدتش أمها ترد عليها. قالتلها الخادمة:" خلص لا في امك هون ولا إشي". أجت الخادمة نزّلت "جبينه" عن الفرس وركبت مطرحها. بالطريق وصلوا ع ارض مشحره. أجت العبده مرمغت "جبينه" بتراب المشحر السّودة،فتغير لون جبينة. ودهنت الخادمة حالها بالشيد فصارت بيضه مثل "جبينه".ركبت الخادمة الفرس، و"جبينه" تسوق فيها، توصلوا دار العريس. فاتت واستقبلوها وتجوزت الأمير. قالت الحماة للخادمة اللي عملت حالها عروس: "قومي اشلحي واتغسلي بتتريحي". قالت العروس: "أنا نظيفة وبديش افوت اتغسل.عيالها عندهن وز وغنم، راحت جبينه اللي هي اسا الخدامة ترعى الوز والغنم بالوعر، وصارت تغني وتقول "يا طيور وطايره، يا وحوش غايره، سلموا ع أمي وأبوي، وقولوا جبينه بالوعر راعيه". تيصير الطيور والوز والغنم والشجر يبكوا معها. صار العريس يلحق "جبينه" عَ الوعر فيشوف شو بتساوي، أجا سمعها لما حكت هيك وعرف انها هي العروس الحقيقية، والخادمة عملت لعبه وضحكت عليها.روّح العريس عَ الدار وقال لإمو تقول للعروس تفوت تتغسل وتفرفك حالها. فاتت قامت بينت على حقيقتها، وفوتت جبينه تتغسل صارت توج وج. وهيك عرفوا الحقيقة وسجنوا الخادمة و"جبينه" تجوزها الأمير وعاشوا بثبات ونبات وخلفوا صبيان وبنات.




No comments:

Post a Comment