Sunday 28 July 2013

هرطقات وحِكَم غبية

رمل وزبد..
نصف ما اقوله لا معنى له, لكني أقوله ليتم معنى النصف الآخر...
جبران خليل جبران...
كلمات عابثة من خربطاتي وخرابيشي :
لستَ مضطراً لقراءة كل ما هو مكتوب هنا, لأن غالبه هراء وعبث. لكني لست مُلزماً أن أخبرك أين الخلاصة( الزبدة), لذلك عليك أن تقرأ كامل النص لتجدها بنفسك!

برامج التلفزيون الأردني تذكرني دائماً بنتيجة تفضيل الواسطة على الكفاءة..

أكثر الحِكَم سببها تصرفات بعض الأغبياء, لذلك اصبح عصرنا يعج بالحكم!

لست ممن يجادلون ليُثبتوا انهم على حق, لأني أعلم يقيناً أني على حق, أنا فقط أريد أن أُثبت لك أنك على باطل! هذا - للأسف - حال غالب نقاشتنا.

إذا أعجبتك فكرة فلا تنشرها, نفذها. وان لم تعجبك فانشرها, ربما استطاع احد ما ان يُنقّحها وينفذها.

الكل دائماً على اتفاق ان اغلب مشاكل مجتمعنا سببها افعال "البعض"  او "الاخرون", أتمنى أن نعرف من هم هؤلاء "البعض" و "الآخرون"..

كل فكرة تؤدي إلى نقاش, كل نقاش يؤدي إلى جدال, كل جدال يؤدي إلى طرفين مهزومين.

ان تحاول انت تكون ما لست انت, هو ان تتقمص مرض نفسي( سكيزوفرينيا), فلا عجب ان ظن الناس انك مجنون..

زمان كان الظهور أمام الكاميرا مفخرة, والجلوس أمام الشاشة متعة. الان غدا الظهور أمام الكاميرا سببه مجزرة, والجلوس أمام الشاشة حسرة.

لماذا يُصّر البعض على الصراخ بدل الحديث عندما يتمنى الجميع منهم ان يسكتوا!

الصمت الحقيقي هو أن تصمت وانت قادر وعارف ومستطيع, عدا هذا هو استسلام او تخاذل.

نُبْل الفكرة لا يعني بالضرورة نبل من يعتنقها!

المقاطعة, قاطع, قاطعوا: جوابنا للكثير من مشاكلنا, انما هو دليل عجز وفشل. وحتى هذه الحملات غالبها ناتجه الفشل.

الحقيقية مُرّة جداً, لذلك لا يتقبلها سوى القليل, وغالباً مجبرون.

هل من الممكن أن تكون على حق, واختلف معك, واكون أنا على حق أيضاً؟ نعم ممكن, إن اجدنا فن الاحترام, والاختلاف.

اذا كان الكل يُجمع على صحة ما يطرحه برنامج الشقيري" خواطر" فلماذا لا نزال نرى نفس الأخطاء, واذا لم نكن نحن من يرتكبها, فمن اذا يرتكب الأخطاء؟

الحرية: لحظة تأمل لا حدود لها!

الصمت:
اصعب موهبة يمكن احترافها, وهو أكثر شيء يتحدث الحكماء عنه, وأكثر صفة يدعيها الناس.


كم جميلة هي الثورة, لولا:
الدماء
الاختلاف والتخوين
المزيد من الدماء
التهجير و التشرد
المزيد والمزيد من الدماء
تشتت الأهداف التي قامت لأجلها
المزيد والمزيد والمزيد من الدماء
بصراحة, غيرت رأيي عن الثورة...



لا اعرف من معه الحق, ولا احد معه كل الحق. لكني أستطيع تمييز الباطل بسهولة.

يلومنني ان قلت قال فلان, لان فلان فكره لا يعجبهم. ولا ينظرون ان كان ما قاله حق ام باطل.

في ازدحام العالم بالحِكَم لم تعد ل "الحكم" قيمة.

ليس كل ما يُعرف يُقال, وليس كل ما يُقال يُصدّق, وليس كل ما يُصدّق صدق. لكن الان الكثيرون أسقطوا "ليس" من الجملة السابقة.

ما يفصل بين الحكمة والغباء : قرار شخصي.

يقولون الديمقراطية هي حكم الأغلبية, ولكن هل رأي  الأغلبية دائماً حق؟ محمد( صلى الله عليه وسلم ) كان فرداً عند بداية الدعوة.
جاليليو كان لوحده عندما قال الأرض تدور حول الشمس.

كلما ظهر طاغية, عبد الكثيرون أحد طغاة التاريخ لأنه "أفضل".

في زماننا أصبح الصمت أفضل طريقة للجهر بالحق!

السياسة عندنا كبرامج الطبخ:
الكثير من المكونات, الكثير من التحضير, الكثير من المعدات. فجأة يُخرج لك طبق وقد: أُعدّ مسبقاً!


ليس من الحكمة أن تقول الحكمة, الحكمة في ان تفهم معناها وتعيشها. لذلك وبعد كل هذا السرد من "الحكم" ومعرفة شخصية بنفسي, من السهل القول اني لست حكيم وانما متشدق.


في كل مرة أرى خطأ اريد ان أتكلم, ثم أشعر ان كلامي لا فائدة منه فأعض لساني. ذابت أسناني, انقرض لساني وتحول فمي إلى كهف خاو. لم تنتهي الأخطاء, لكني فقدت القدرة على الكلام, وعلى عض لساني.



احمد بكر




Saturday 27 July 2013

عمليات تخريب

عمليات تجميل

دخلت عيادة طبيب التجميل وجلست على حافة المقعد الوثير متوثبا وقلقا, وقلت وأنا أناوله ورقة مطوية:
دكتور هذه لائحة ببعض العمليات الجراحية التي أريدك ان تُجريها عليّ؟
نظر إلى اللائحة بتمعن ورفع رأسه قائلاً باستغراب:
هذه ليست عمليات تجميل, هذه تخريب! لا افهم ماذا تريد؟
قلت بعد أن أخذت نفساً عميقاً:
يا دكتور لا يخفى عليك الحال, لذلك انا أريد منك ان تجري هذه العمليات. اريدك:
أن تقتلع عيناي, كي لا يلومني أحد إن لم أرى الحقيقية الواضحة كالشمس..
أن تقص لساني فلا يُطلب مني أن أقول كلمة حق في وجه الطغاة ...
أن تقطع حبالي الصوتية فلا أهتف عالياً ضد الظلم..
أن تفرم اصابعي فلا أُطالب بالكتابة عما جرى أو يجري من ظلم..
أيضاً أن تكسر أطرافي فلا ارفع يدا او رجلاً ضد الحكام..
أخيراً, اريد منك ان تخصيني, فلا يطالبني أحد بموقف رجولي..

إبتسم الطبيب بأسى وقال: هذه العمليات ليست من اختصاصي, لكن واصل حياتك كعربي وسيتكفل الحاكم - أطال الله عمره- بكل هذا...

Wednesday 24 July 2013

العلمانية والاسلام السياسي




قبل بضعة أسابيع أقرّ البرلمان الإيرلندي قانون يسمح بالاجهاض في حالات محددة. القانون جاء بعد ان غصّت الصحف الايرلندية بتغطية مستفيضة لوفاة طبيبة شابة من أصل هندي في احد المستشفيات بسبب تسمم الحمل, الجنين كان ميت ولكن المستشفى لم يقم بعملية لإجهاض المرأة. الجواب الذي أُعطي للمرأة حين طلبت الإجهاض هو: نحن دولة كاثوليكية, لا إجهاض هنا.

النقاش ليس حول مشروعية الإجهاض أو في ظرف يمكن السماح به, لكن في العديد من الدول المتقدمة والتي تنهج المنهج العلماني الديموقراطي منذ قرون نجد أن هناك تشدد ونفور تجاه بعض القوانين لانها تتعارض مع قيم المجتمع او مع معتقداته الدينية.

الدين, اي دين, بالمفهوم العام هو مجموعة معتقدات وطقوس, وهو أيضاً مجموعة من القيم والتقاليد. تتفاوت المجتمعات في تمسكها بهذه المعتقدات وتشددها في تطبيق الطقوس الخاصة بدينها ولذلك نجد ان مجتمعان يدينان بنفس الدين ولكنهم يختلفون بعاداتهم وتقاليدهم, وحتى قيمهم.

في أوروبا تطور مفهوم الدولة المدنية خلال عصور النهضة من الملكية وسيطرة الكنيسة إلى الديمقراطية والحكم من خلال المجالس النيابية. تدخل الكنيسة وسلطتها كان يتجاوز في كثير من الأحيان سلطة الملك نفسه, وتهجمها على المفكرين والعلماء والمجددين كان مخيفاً ومُحِدّاً للنشاط السياسي وحتى العلمي.

في بلادنا الإسلامية لم يكن هناك شكل أو هيئة مشابهة لسطوة الكنيسة ولكن استمدت الدولة العثمانية وما قبلها تشريعاتها ومرجعيتها من الدين, وكذلك فعلت الدولة السعودية والايرانية و يعتبرهما الكثيرون مثال حي على الدولة الدينية. وهذا المثال هو ما يحذو بالكثيرين إلى انتقاد هذه "الدولة"  والنظر بعين الفشل الى هذه التجارب. 
يجب التنبيه هنا ان كلتا الدولتان ترفضان مصطلح الدولة الدينية وذلك لارتباطه اصطلاحاً بالمفهوم الغربي للدولة الثيوقراطية. فالسعودية كما يقول محمد بن إبراهيم السعيدي رافضا مسمى الولة الدينية بل هي كلها مؤسسة: دينية في مرجعيتها مدنية في وظيفتها. 

رؤية السعودية، ايران، والدولة العثمانية كدول اسلامية دينية، ولكنها متأخرة حضارياً ومتخلفة في منظومة الدولة سواءا سياسيا ام اقتصاديا ام حقوقيا. هذا التخلف لهذه الدول كان دائماً سبباً في التهجم والاتهام لفشل فكرة الدولة الدينية في بلادنا الاسلامية. لكن الاسلاميون دائما يأتون بأمثلة تاريخية اخرى كانت الدولة/ الخلافة الاسلامية ناجحة متمدنة ومتقدمة على الكثير من مثيلاتها في حينه. 


مفهوم العلمانية كان وما زال متأثراً بمفهوم فصل الدين عن الدولة, الدولة الدينية الثيوقراطية, يقول بطرس البستاني : لا بد من وضع حاجز بين الرئاسة أي السلطة الروحية والسياسة اي السلطة المدنية..... المزج بين هاتين الممتازتين طبعاً والمتضادتين في متعلقاتهما وموضوعهما من شأنه أن يوقع خللاً بيّناً وضرارا واضحاً في الأحكام والأديان ولا نبالغ إذا قلنا إنه يستحيل معه وجود التمدن وحياته ونموه.

فصل الدين عن الدولة شرط رئيس للتمدن والحضارة كما يرى البستاني, وهو ليس وحيد في هذا التفكير بل ان غالب دعاة الليبرالية في بلادنا يعتقدون ويجزمون ان سبب تخلف مجتمعاتنا هو الخلط بين المدني والديني وسيطرة وسطوة الدين على المجتمع مع رفض التغيير والانفتاح والاهم, رفض العلمانية.

العلمانيون العرب من بداية عصر النهضة العربية ينظرون إلى الدولة الدينية متمثلة بالدولة العثمانية كسبب رئيس للتخلف العربي بينما كانت الأمم الجاورة لنا تتسابق حضارياً. وهناك الكثير من الحقيقة في هذا التصور باستثناء إطلاق تسمية دولة دينية على الدولة العثمانية.

انتهت الدولة الدينية المتمثلة بالخلافة العثمانية عام ١٩٢٣، تبعتها او واكبتها فترة من دول الاستعمار ثم جاءت دول الاستقلال. منذ عهد الإستقلال في أواسط الأربعينات من القرن الماضي نرى أن العرب كدول ازدادوا تراجعاً وتخلفاً مقارنة بدول أخرى خرجت من تحت سطوة الاستعمار في نفس الفترة.

ولا يمكن نكران أن غالب دولنا العربية والإسلامية اتبعت منهجنا علمانيا -متشدداً- في فصل الدين عن الدولة وحتى محاربة الدين والتدين بشتى أشكاله. ولعل الحالة التونسية هي أفضل مثال لدولة عربية ذات عقيدة علمانية( متطرفة) ولكن لم نرى تونس كدولة ناجحة بل دولة فاشلة سياسياً, قائمة على نظام الحزب الواحد, دولة أمنية بوليسية, وذات سياسات اقتصادية واجتماعية فاشلة. وهذا الاحتقان الشعبي تفجر مرة واحدة وكانت تونس هي مهد الربيع العربي.

والمثال نفسه ينطبق على مصر, سواء ايام حكم الملك فاروق, او عبد الناصر او السادات او مبارك, اربعة أنظمة للحكم, بعقائد مختلفة وتوجهات فكرية متباينة. الشيء الوحيد الذي يجمع بينها هو علمانية الدولة وتهميش وتضعيف وفي بعض الأحيان محاربة مؤسسات الدين الإسلامي. والنتيجة كانت في كل تجربة مزيد من الفشل السياسي و الاقتصادي.
 
لا يختلف اثنان( عقلاء ) على فشل التجارب العلمانية في دولنا, و للانصاف فان فشلها ليس سببه العلمانية المتشددة ومحاربة الدين, بل فشلها يعود لأسباب متعددة أخرى أهمها الاستبداد السياسي و التفرد بالسلطة. هذا الفشل لا ينحصر على الدول العربية الإسلامية التي اتخذت نهجنا علمانياً بل أيضاً الدول التي اتخذت نهجنا دينياً وأطلقت على نفسها مسمى الدولة الدينية هي أيضاً فاشلة, والفشل هنا أيضاً ليس الدين سببه ولكن اسباب متعددة والاستبداد والتفرد بالسلطة أهمها.

ولكن لا يمكن اغفال هذا الفشل حين النظر إلى الخطاب العربي السياسي المعاصر.

فالعلماني المعاصر يريد أن يقيم دولة علمانية يدعي انها مدنية تقبل بالتعدد ولكنه يرفض اهم اركان واوسع شرائح المجتمع: الإسلام السياسي  والخطاب الديني. وعلى النقيض, فهو يعتبر أن هذا الإرث من قرون من الفشل سببه خلط الدين بالدولة. ولكنه في نفس الوقت لا يعترف ان آخر عشرة عقود من تاريخ دولنا كان علمانيا ولم يتحقق التقدم والنجاح المزعوم, بل ازددنا فرقة وعصبية وتخلف. ورغم انه يُقرّ- على مضض- ان الاسلام دين المجتمع وجزء من هويته الحضارية ، لكنه يرفض ان يكون لهذا الجزء وجود في الحياة السياسية للمجتمع، مُصِراً على فصل الدين عن السياسية، ولا يتفهم ان السياسة تتأثر بقيم المجتمع، تحتكم لمبادئه، ولا يمكن فصلها عمّا يشكل هذه القيم والمبادئ.

والإسلامي المعاصر يريد دولة إسلامية يدعي انها مدنية تقبل بالتعدد ولكنه يرفض هذا التعدد ان لم يضمن له ما يريد. وهو يعيد مررا وتكررا فشل التجارب العلمانية في الحكم في دولنا ولكنه لا يملك رؤية حقيقية لشكل الدولة المدنية وكيف تتشكل علاقة الدين مع الدولة وكيفية تداول الحكم.

 
مما لا شك فيه ان الخطاب السياسي المستخدم من الطرفين خطاب مليء بالغموض والاتهام والمرجعية لاحداث مبهمة يسهل تفسيرها بطرق متعددة. هذا الخطاب يحمل الكراهية للآخر وتسفيه لمعتقده وتحقير لشخصه. وهو خطاب إقصائي وهدّام لا تبنى الامم من خلاله وانما يُجذّر الانقسام والاستقطاب، و بإختصار خطاب عقيم.

في كل مرة حاولت شعوبنا الخيار الديموقراطي في الحكم, لم تتعدى التجربة مراحلها الأولى وهي الاختيار من خلال الانتخابات. فتأتي النتيجة طبيعية ومتوقعة لمن له أبسط صلة بالواقع وحياة الناس: فوز الاسلاميين. ونجد رد الفعل على ذلك يتفاوت من اتهام الشعب بالغباء إلى اتهام الاسلاميين باستغلال الدين للأهداف السياسية. اما الأولى فلا رد عليها سوى ان من يتهم الشعب بالغباء اما انه لا يعرف الشعب او ان الشعب لا يعرفه. واما استغلال الدين, فالجواب بسيط؛ أليس هذا الدين عقيدة وقيم هؤلاء الناس, كما ان من يترشح للإنتخابات ويرفع شعارات شيوعية يطمح أن يحقق هذه الشعارات وما ينطوي عليها من قيم ومعتقدات, اليس هذا استغلال لعقائد الناس وما يؤمنون به؟ ربما هو استغلال ان لم يُطبق او يسعى لتطبيق هذه الشعارات، لكن محاسبته على رفع الشعارات دون النظر الى برنامجه الذي من خلاله سيتم تطبيق هذه الشعارات هو جهل سياسي. 

والحق يقال ان تجاربنا الديموقراطية بائت بالفشل، فالعلمانيون رفضوا انتصار الاسلاميين وكادوا وتأمروا لاسقاطهم من خلال العسكر او الاجانب( فلسطين، الجزائر، مصر) ، والاسلاميون لم يتعاملوا مع فوزهم بذكاء، بل حقيقة تعاملوا بغباء سياسي ادى الى المساعدة في فشلهم واسقاط نجاحهم.

 

ان التجربة المصرية اثبتت بجدارة إنعدام الرغبة الحقيقية لطرفي المعادلة السياسية في انجاح تجربة الدولة المدنية الحديثة. وكان من عجائب القدر ان العلمانيون انتفضوا ضد نتائج الديموقراطية ورفضوها, واستعانوا بركيزة الإستبداد الأولى في بلادنا: العسكر, على قلب نظام الحكم. وفي المقابل وبنفس الدرجة من العُجب خرج الاسلاميون ليطالبوا باحترام الديموقراطية والدستور المدني للدولة , وتحالفوا مع العدو الاكبر لبلادنا: أمريكا, لتضمن نجاح تجربتهم الديموقراطية.


هل ما نريده هو دولة علمانية تُجرّدنا من ديننا الذي هو ليس فقط علاقة روحانية مع الخالق لكنه منظومة متكاملة من القيم والمبادئ. هل الدولة المدنية الموعودة ستكون استنساخ عن تجاربنا السابقة من الأنظمة القمعية المعادية للدين, هل حقاً هذه هي العلمانية؟ ديموقراطية في حالة ضمان النتيجة - 99.99%- وعدا ذلك إقصاء وقمع والعودة إلى حضن الدولة البوليسية.
دائما يردد البعض ان النظام الديموقراطي العلماني يعني ان الشعب مصدر السلطات واساس التشريع، لا الدين ولا 
الشرائع السماوية. 

السؤال الذي يطرح نفسه الزاما: اذا كان الشعب بأغلبيته يدين بالاسلام ويحتكم لشرائعه، ألا يعني هذا علاقة تعدي ضمنية مفادها ان السلطة في النهاية ستكون لما يدين به الشعب، فلماذا نجد الكثير من العلمانيين العرب يهاجمون الدين والتدين واشكاله ويعتبرونها سببا في التخلف والرجعية والاستبداد؟ ام اننا حين نتحدث عن "الشعب" فاننا نقصد " الشعب" الذي يوافقنا على ما نريد وما عداه فهم ليسوا من "الشعب"؟


طبعاً انا لست حياديا ولا ادعي ذلك, ولست اكاديميا ولا ملماً بكل جوانب الموضوع، لكن وبصراحة مطلقة لا استطيع ان اقول اني في خِضّم هذه الفوضى اعرف ما اريد ومع من أقف. لكنني أستطيع أن أجزم أن كِلا الطرفين لا يعرف ماذا يريد, وكلاهما على خطأ.



Saturday 6 July 2013

كلنا شركاء في الوطن

كتبتها 15/11/2012 انشرها مستبدلا ب







كلنا شركاء في الوطن... 
.. هذا الوطن لنا كلنا، وأنا أعرف حصتي فيه.... 
قبر امي،
صباي، شبابي... ليلة عرسي، يوم تخرجي من الجامعة.. 
شوارع قطعتها جيئة وذهابا، تلك التينة التي كنا نستظلها، ونسرق ثمرها، صباحاتٌ جميلة، سيول الماء في فصل الشتاء ، جلسة مسائية في مقاهي وسط البلد، افطارٌ شهي على صحن حمص وبعض الفلافل، رائحة التراب المتعطش للمطر... 
واشياء أخرى كثيرة...

الان هذا الوطن ليس لنا منه الا الذكريات، فلقد باعونا وباعوا الوطن، ولا زلنا ندفع الثمن... 
هل ابيع مثلهم، ابيع حصتي في دمي! ابيع جدي امي وابي! 
هل انكفأ على نفسي وابكي ما لم يعد لي؟ 
الأردن الان ينزف، قلبي الآن ينزف، انا لن اغضب ان قتلتموني، سامحتكم... لكن لا تقتلوا الاردن.

Friday 5 July 2013

good morning amman

would you like a cup of coffee?

But our coffee is different, the way we drink it is different, the way we love it is different, although it is coffee! but.....
it is darker... like us... bitter like our lives, our defeats, and our views... hot like our sun, our speeches, and our passion.
 
 
years ago, I used to go to a cafe in downtown Amman,  called Balat Al Rasheed... what a place..... 

sit on the balcony, have a coffee, smoke shisha, and wear my silence. Watch over the beating heart of Amman, sadness of the city.. what a city..

life then turned around, I left Amman, gave up smoking, and changed a lot. but i kept my silence, kept the sadness of Amman, and kept the coffee with all it's customs...

last night Egypt was mad... another revolution!!!! you feel sorry for the people sometimes, and sometimes you feel more sorry for yourself and say they deserve it!

years ago I was on fire, I was on a mission to change the world. my world that others shared with me.... but it was mine! nothing mattered at that time, only one thing: you live for what you believe in, you die for what you believe in! no middle way between right and wrong, compromise & grey did not exist.
 
now.... things are different.. I am more ...... or maybe less able to understand life! so I accept a lot of things, live with contradictions.!? and just to live is more important than how I live!
 
 
 
 
whatever, its 4am, I am on a night shift and I'm talking nonsense....

have a good day all 
 
 
 
would you like a coffee?


Wednesday 3 July 2013

ليس وقت الفلسفة ولكن!





في غالب الثورات في القرن الماضي رفض الثائرون الديموقراطية قبل تقوية نظام الحكم, وهو ما يُعرف بديكتاتورية البروليتاريا.

الديمقراطية التي كانت هذه الثورات تؤمن بها هي ديموقراطية الطبقة العاملة( الديمقراطية الاجتماعية ) التي - من وجهة نظرهم- يهمها مصلحة الوطن اكثر من المصالح والمطامع الفردية.

دوافع أخرى كثيرة وراء "تأخير" الديموقراطية اهمها حماية الثورة والقضاء على الديموقراطية البرجوازية التي تملك المال السياسي فتستطيع التأثير على سير الإنتخابات بإعلامها وقدرتها على شراء الأصوات.

طبعاً الثورات العربية في القرن الماضي وبحجة حماية الثورة انتجت ديكتاتوريات مطلقة مع ديموقراطية شكلية قائمة اما على الحزب الواحد او الاحزاب القومية ذات الوجهة الواحدة وفي الحالتين لم تملك هذه الأحزاب والبرلمانات اي تأثير فعلي في العملية السياسية .

الثورات العربية الحديثة حاولت ان تتبنى الديموقراطية والثورة في مهدها رغم المخاطر التي تحيط بهذه الثورات واهمها عدم اكتمال الثورة. وهذا ما حذر منه مرارا عزمي بشارة قائلاً ان الإنتخابات في المرحلة الأولى من الثورة والحكم على أساسها سيؤدي إلى شرخ عامودي في المجتمع, والاهم في بداية بناء الدولة هو التوافق.

الاخوان كانوا واعين تماماً لهذه النقاط ولذلك أكد عصام العريان ان الاخوان لن ينافسوا في الإنتخابات الرئاسية ولن يسعوا إلى اغلبية برلمانية. هذا الوعي عند الاخوان كانت دوافعه عديدة واظن من بينها فهمهم بان صناديق الاقتراع ليست المؤشر الوحيد للديموقراطية.

بدون أدنى شك ما حدث في مصر هو إنقلاب عسكري على الديمقراطية, ولكن كان ذلك نتيجة حتمية لاختلاف تعاطي جهات المجتمع مع مبدأ الديموقراطية السياسية والتي لم تولد بعد في مصر, واختلاف وتفاوت قدرات البرجوازية( والمال السياسي عند الجميع) في التأثير على سير العملية السياسية.

اشعر بالاسى لما حدث واخاف من توابعه, ولكن الشعوب دائماً تتعلم من تجربتها الذاتية وليس من التجارب الأخرى, وسنتان في عمر الشعوب لا شيء..

انا مبسوط

انا مبسوط...
عندما ابتدأ الربيع العربي طِرت فرحا, قلت هذه الامة فيها نبض حياة, لم تمت وانما كانت مُغَيبة. فرحتي بدأت تتعكر مع شلال الدم الليبي, ومع شلال الدم السوري اصبحت الفرحة منسية. واليوم مع ما يحدث في مصر من استغلال الناس للثورة على ثورتهم قررت ان اختار بين ان نلعن أيامنا وليالينا ومن يضحكون علينا ونملئ الدنيا بكاء ولوم وندم, او ان اكون مبسوط, لان هذه الامة تحركت يوماً لتثبت انها على قيد الحياة  ومن ثم عاودت غيبتها وغيبوبتها...
يقول امل دنقل في كلمات سبارتكوس الاخيرة
معلّق أنا على مشانق الصباح

و جبهتي – بالموت – محنيّة

لأنّني لم أحنها .. حيّه !

... ...

يا اخوتي الذين يعبرون في الميدان مطرقين

منحدرين في نهاية المساء

في شارع الاسكندر الأكبر :

لا تخجلوا ..و لترفعوا عيونكم إليّ

لأنّكم معلقون جانبي .. على مشانق القيصر

فلترفعوا عيونكم إليّ

لربّما .. إذا التقت عيونكم بالموت في عينيّ

يبتسم الفناء داخلي .. لأنّكم رفعتم رأسكم .. مرّه !