Wednesday 3 July 2013

ليس وقت الفلسفة ولكن!





في غالب الثورات في القرن الماضي رفض الثائرون الديموقراطية قبل تقوية نظام الحكم, وهو ما يُعرف بديكتاتورية البروليتاريا.

الديمقراطية التي كانت هذه الثورات تؤمن بها هي ديموقراطية الطبقة العاملة( الديمقراطية الاجتماعية ) التي - من وجهة نظرهم- يهمها مصلحة الوطن اكثر من المصالح والمطامع الفردية.

دوافع أخرى كثيرة وراء "تأخير" الديموقراطية اهمها حماية الثورة والقضاء على الديموقراطية البرجوازية التي تملك المال السياسي فتستطيع التأثير على سير الإنتخابات بإعلامها وقدرتها على شراء الأصوات.

طبعاً الثورات العربية في القرن الماضي وبحجة حماية الثورة انتجت ديكتاتوريات مطلقة مع ديموقراطية شكلية قائمة اما على الحزب الواحد او الاحزاب القومية ذات الوجهة الواحدة وفي الحالتين لم تملك هذه الأحزاب والبرلمانات اي تأثير فعلي في العملية السياسية .

الثورات العربية الحديثة حاولت ان تتبنى الديموقراطية والثورة في مهدها رغم المخاطر التي تحيط بهذه الثورات واهمها عدم اكتمال الثورة. وهذا ما حذر منه مرارا عزمي بشارة قائلاً ان الإنتخابات في المرحلة الأولى من الثورة والحكم على أساسها سيؤدي إلى شرخ عامودي في المجتمع, والاهم في بداية بناء الدولة هو التوافق.

الاخوان كانوا واعين تماماً لهذه النقاط ولذلك أكد عصام العريان ان الاخوان لن ينافسوا في الإنتخابات الرئاسية ولن يسعوا إلى اغلبية برلمانية. هذا الوعي عند الاخوان كانت دوافعه عديدة واظن من بينها فهمهم بان صناديق الاقتراع ليست المؤشر الوحيد للديموقراطية.

بدون أدنى شك ما حدث في مصر هو إنقلاب عسكري على الديمقراطية, ولكن كان ذلك نتيجة حتمية لاختلاف تعاطي جهات المجتمع مع مبدأ الديموقراطية السياسية والتي لم تولد بعد في مصر, واختلاف وتفاوت قدرات البرجوازية( والمال السياسي عند الجميع) في التأثير على سير العملية السياسية.

اشعر بالاسى لما حدث واخاف من توابعه, ولكن الشعوب دائماً تتعلم من تجربتها الذاتية وليس من التجارب الأخرى, وسنتان في عمر الشعوب لا شيء..

No comments:

Post a Comment