Wednesday 19 December 2012

أحمد إنجن



ذهبت لزيارة صديق أعتبره مرآة روحي، قلت له والغضب يملئني:
لقد جننت، أنا مجنون لا محالة..
تبسم وقال: لما؟
قلت: جدل حول كل شيء، كل ما أؤمن به كمسلمات أصبح جدلا تلوكه الألسن، كل ما حولنا من حقائق هو جدل بين الفرقاء، كل ما نسمع من أخبار وأحداث هي جدل بين من يؤيد ومن يعارض، ولا أحد يدري من يؤيد من وماذا... 
كل شيء أصبح إما مؤامرة او جهل او تغيير للحقيقة التي يتزعم الكل انها يعرفها ولا أحد يتفق عليها...
كل شيء جدل.. وأنا لا شك مجنون
قال: ولكنك تعترف بجنونك وهذا ليس من سمات الجنون!
قلت: ولكني مثلهم متغطرس أقول انا الحق وكلامي حق والحق ما أنا عليه وما سواي باطل، وعلى هذا أنام وأصحو وأجادل...
تبسم، لم يرد.
لاحقا انتبهت أنه وضع على صفحته:
أحمد إنجن



Tuesday 27 November 2012

لا انام .. لا احلم


لا انام.. لا احلم

جلست ومجموعة من الاصدقاء وتحادثنا عن الاحلام وخيبات الامل، احلامنا وخيبات امالنا...

قال صديقي الفلسطيني: نمنا في احدى ليالي حزيران الحارة، لهيب الصيف يحرق الانفاس، ولا مراوح ولا مكيفات في المخيم، فقط حلمٌ بالعودة ونصرٌ قريب، اشبعنا نومنا بالحلم واستيقظنا على مزيدٍ من الضياع، مزيدٍ من الاحتلال وعلى حلمٍ اخر! كنا لاجئين ونحلم بالعودة فاصبحنا لاجئين وتحت الاحتلال!؟! 

ضحك صديقنا العراقي وقال: وهل وصل الاحتلال الى احلامك ام فقط ارضك؟ يا عزيزي كنا نعيش في ظلم ونحلم بالعدل، فاصبحنا نعيش ظلم وقتل واحتلال، على رأي المثل لا تشكي لي فابكي لك!


تبسم الشامي بمرارة وقال: كم هو فظيع ان تُحرم من الحلم، جمال الحلم! كان حلمي ان اعيش حرا في بلدي، خرجت في اول المظاهرات وانا املأ رأسيبالحلم حتى لظننت انه حقيقة واني اصبحت فعلا حراً! ولكن اعتقلوني، وقضيت تحت التعذيب ورموا بجثتي امام بيتنا الذي قصفوه عدة مرات! ضاع الحلم والحقيقة وحتى الحياة!

لم اجد شيئا لاقطع به الصمت المطبق سوى ان صحت عاليا وانا اقف: اما انا فلا انام ولا احلم!

Monday 19 November 2012

ضمير للبيع


ضمير للبيع

مع كثرة التراشق الكلامي على كل الجبهات، وانتشار بياعيين الحكي قلال الفعل، وتواصل الاهانات والشتائم وكيل التهم، وتقسيم الناس الى اما اغبياء او عملاء، وطبعا نتيجة للضائقة الاقتصادية: قررت ابيع ضميري!
المزايا:
متحدث بارع يجيد اثبات الباطل ونفي الحقيقة وتشويهها
ايضا يستطيع اثبات الحقيقة ونفي الباطل وتشويهه (في حال الطلب)

مطلع على الانقسام العربي الديني والفكري، وبامكانية عالية للمناورة والانتقال من اليمين الى اليسار ومن التطرف الى الاعتدال

يجيد العربية بطلاقة والكثير من اللهجات المحلية والرطن بالانكليزية لكي يظهر للاخرين بمظهر الفهمان

صاحب باع طويل في المعارضة وتجربة جيدة في سب الحكومات

خبير في اساليب الاثارة الاعلامية واللعب على عواطف الناس

العرض محدود لفترة قصيرة نظرا لسرعة التغيير في المشرق.. السعر قابل للتفاوض، لسنا الوحيدين لكننا الافضل...


سامحني يا وطني، فانا لا ابيعك، ولكن الحقيقة مرة وتكاد تقتلني!

Saturday 17 November 2012

يا أهل غزة كفى!

كتبت عام2012، اعيد نشرها


أحمد بكر




كانسان، مسلم، عربي، فلسطيني اقول لاهل غزة كفى 

فلقد أخزيتمونا ببطولاتكم

فلقد ازعجتمونا بشهداءكم!

يا أهل غزة كفى موتاً، يا أهل غزة كفى جهاداً، يا أهل غزة


كفى استبسالاً.

كم مرةً تُقتلون ونحن نتفرج، كم مرةً تحاصرون ونحن نتفرج، 

كم مرةً تُكسرون، تُجرحون، تُخذلون، ونحن نتفرج؟ كم مرة
.
.
يا أهل غزة أما آن لكم ان تنكسروا... مثلنا

يا أهل غزة أما آن لكم أن تستسلموا... مثلنا

أما آن لكم أن تنشغلوا عنّا.. مثلنا

لا تستغيثوا فكلنا صممُ

أدرنا لكم ظهورنا، مسلمون وعرب وعجمُ 

راياتنا نُكسّت من زمن، والمعتصم وصلاح الدين وخالد ماتوا 

ولن يعودوا، 

لا تنتظروا شيئاً فقلوبنا حديد

وافواهنا حديد

وعيوننا حديد

وفوقها طبقات من جليد

فلا تنتظروا منا شيئا، فموتكم وقتلكم وجوعكم وحصاركم

 لكم…..
 ونحن عنكم بعيد

لما تريدون ان تتحرروا من الاحتلال؟ لتصبحوا مثلنا: عبيد؟

اما آن لكم ان تيقنوا ان خلف كل خذلانٍ، خذلان جديد

وبعد كل نشوة وعدٌ يضيع في المدى

فيا أهل غزة كفى

كفاكم موتاً فان موتكم يزعجنا 

وحكايتكم ليس فيها ما يُمتّعنا

خذوا جراحكم ودماء أطفالكم وبكاء ثكلاكم وارحلو عن 

شاشاتنا

فنحن لسنا مثلكم, فمنذ قرن أعلنا هزيمتنا

،لقد مللنا لقد سئمنا، لقد بعنا

لقد متنا

لقد متنا

لقد متنا.. 





Monday 5 November 2012

صدام بطل ام طاغية؟


القائد البطل ام الطاغية؟!؟

لا يخلو يوم ادخل فيه على حسابي في الفيسبوك لارى الكثير ممن يشيدون ويتغنون بصدام حسين، مما يجعلني اتسأل هل كان صدام قائداً تاريخياً صنع عزة العراق ومجده ووقف في وجه اعداءه يستحق هذا الاحترام والتبجيل ام كان مجرماً طاغية كمثيله من طغاة العرب؟

امتد حكم صدام للعراق من عام ١٩٧٨ الى ٢٠٠٣ اي ربع قرن، شهد فيها العراق الكثير من التغيير، وبالنظر بعين الناقد نرى انه تغيير نحو الاسوأ! 

احد اكثر ما اسمعه عن صدام هو انه جعل من العراق دولة قوية اقتصاديا، علميا، حضاريا وعسكريا. اذكر الجميع ان العراق كان دولة متحضرة من الاف السنين، وعندما اصبح عاصمة الخلافة العباسية اصبحت بغداد شعلة حضارة لم تنطفئ الى الان. ولكن في العصر الحديث من المهم الاشارة الى ما يلي:
كلية القانون في جامعة بغداد تأسست عام ١٩٠٨، وكلية الهندسة عام ١٩٢١. اي قبل تولي صدام الحكم بسبعين سنة وبمعنى اخر ان التحضر والمدنية لم تولد في عهد صدام.

النفط استثمر في العراق في عام١٩٢٧ من قبل شركة نفط العراق التي كانت امتداد لشركة نفط عثمانية. حتى ان شركة نفط العراق كانت تستثمر وتستخرج النفط في باقي دول الخليج الى عام ١٩٧٢ حين اممها احمد حسن البكر.

في قطاع الصحة وعلى سبيل المثال انخفض معدل الوفيات في الاطفال الحديثي الولادة من ٨٠ حالة عام ١٩٧٠ الى ٤٠ عام ١٩٨٩، في نفس الفترة في الاردن انخفض المعدل من ١٥٠ حالة ٥٠ (من كل الف مولود) عام ١٩٩٠. اي ان العراق كان افضل طبيا قبل تولي صدام وبينما تطورت دول اخرى بتسارع كان التطور بمعدل طبيعي او حتى بطيء.

Lما اريد ان اشير اليه هنا ان العراق كان دولة قوية متمدنة متحضرة قبل وصول صدام الى سدة الحكم، واي تقدم حصل في عهده هو نسيباً ضئيل جدا مقارنة بما كان عليه العراق قبله!

هناك الكثيرون ممن يدافعون عن القائد البطل ليقولوا انظر كيف كان العراق ايام وصدام وكيف هو الان؟ وهذا رأي سليم ولكنه منقوص، فانحدار العراق الان لا يعطي اي فضل لفترة صدام بل على العكس هو نتيجة ظلم واستبداد أُزيح عن ظهور الناس لتحل مكانه الفوضى.

لعل اكثر المتعصبين لصدام والدفاع عنه يلوذون بامرين؛ اولهما عدائه للغرب وثانيهم كبحه للشيعة.  واقول ببساطة ان قاعدة عدو عدوي هو صديقي هي خطأ! فعدوي هو عدوي ومن يعاديه قد يجمع بيننا المصالح لكن ليست الصداقة وعلى العكس تماما فقد يكون عدوي ارحم لي من عدو عدوي. انظر الى حزب الله في لبنان وعدائه مع اسرائيل ولكن فوهات بنادقه سرعان ما اتجهت الى صدور السوريين والفلسطينين واللبنانين انفسهم حين اختلفت المصالح. وصدام كما كان يحارب الغرب حسب ادعائه فانه كان حليفهم المقرب ومتلقي كامل دعمهم حين كان يحارب ايران. بل انه قبل ان يخوض مغامرته المدمرة في الكويت طلب اذن امريكا من خلال سفيرتها في العراق انذاك.

ان تشابك او تشابه المصالح لفترة لا يعني بالضرورة الاتفاق والمحبة، فالاتحاد السوفيتي كان يدعم حركات التحرر في العالم العربي والاسلامي وقواته تحتل وتقمع افغانستان وباقي الجمهوريات الاشتراكية ايامها. 

اما عن تعامل صدام مع الشيعة وكبحه واضطهاده لهم فهذا حديث يطول، ولكن اقول باختصار ان صدام كان مضهدا لكل فئات الشعب العراقي، سنة وشيعة، مسلمين ومسيحين، عرب واكراد، رجال ونساء. فمن كان يجرؤ على ان يتحدث ضده كان ينكل به وباهله واقربائه. حتى ان اصهاره  وابناء عمومته لم يسلموا من القتل حين تحدثوا ضده. فجاهل من يعتقد ان صدام كان يقف ضد الشيعة، صدام كان يقف ضد الجميع اياً كان التوجه. 

نقطة اخرى تثار احيانا ان وجود صدام هو من اوقف المد الشيعي من ايران الى الدول العربية. وهذا فيه الكثير من الصحة الا ان الدافع لم يك دينياً وانما قومياً بحتاً ومصالح مشتركة مع دول الخليج والغرب حينها. ومما يجدر ذكره ان صدام تحالف مع حركة مجاهدي خلق الايرانية الشيعية خلال حربه مع الخميني، فهو لم يك لديه مشكلة في التوجه الديني للخميني ونظامه وانما هي كانت حرب مصالح واطماع، للاسف كان العراق واجهتها واكثر الخاسرين منها.

لا شك ان لصدام انجازات عديدة على الصعيد الداخلي والخارجي ولكن من الظلم التغني بها واغفال اخفاقاته العظيمة واخطائه الجسيمة ومغامراته المتهورة التي اودت بالعراق خاصة والعرب عامة الى ما نحن فيه الان. نحن نحب العراق لاجل العراق لا لاجل طواغيته السابقين واللاحقين...

Sunday 4 November 2012

عبدالله بن ابي والمثل الاعلى




لا اريد ان اعطي درسا في التاريخ الاسلامي ولا موعظة دينية، فانا لست اهلا لذلك. لكني اريد طرح رؤية شخصية لتعامل الرسول -عليه الصلاة والسلام - المؤيد بالوحي، مع المنافقين في زمانه وكيف اعطانا دوروساً جهلناها واسلوباً افتقرناه.

ان تُهم الكفر والنفاق والفسق والفجور والزندقة وما شابهها اصبحت تهمً رائجة في زماننا يُرمى بها الكل بحقٍ او باطل، وتراق بها الدماء وتنتهك الاعراض والحرمات. فالكل يدعي انه صاحب الرؤية الحق وما عداه اما منافق او جاهل او عدو، وهذا كله دون وحيٍ من الله!

مما لا شك فيه ان عبدالله بن ابي -زعيم المنافقين في المدينة- هو من القلة القليلة التي عُرف نفاقها واشتهر بين الناس من ايام الرسول صلى الله عليه وسلم الى ايامنا هذه. وكما عاصر وعاش المصطفى عليه الصلاة والسلام مع المنافقين، عاشت اجيال الامة مع امثالهم ولكن ما اختلف هو اننا نظن اننا اقدر على التعامل معهم منه صلى الله عليه وسلم، اسرع في كشفهم واننا اجرأ في الحق اقدر عليه!

لا ابتغي سرد الايات العديدة التي نزلت تكشف نفاق ابن أُبي وتتوعده بالنار والعذاب العظيم، ولكن ان شئت فاقرأ سور التوبة، النور والمنافقين. وورد في السيرة النبوية القصص الكثيرة التي تُشير الى عِظم ضرره بالدعوة والدين. فقد رجع بثلث الجيش يوم أُحد، وأثار فتنة عظيمة في العودة من غزوة بني المصطلق ووصف النبي واصحابه باشنع الاوصاف وتوعدهم بالطرد من المدينة حين العودة، ودلّس على ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها قصة الافك حتى وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر وقال ان رجلاً آذاني في اهلي ولا اعلم في اهلي الا خيرا. كل هذا واكثر ومع ذلك لم يسبه عليه الصلاة والسلام، ولم يُسيء اليه بل قال لابنه: بل نحسن لابيك. وحين استئذنه عمر في قتله قال: اتريد ان تقول العرب ان محمدا يقتل اصحابه!

يقتل اصحابه؟ نعم هذا ما سيتردد على الالسنة وفي مواقع التوصل الاجتماعي! ليس عدوه ولا زعيم المنافقين، وليس قتل رجل واحد جاهر بالعداوة والبغضاء، انما بالجمع ووصف الصحبة! كم يُقتل كل يوم من المسلمين في بقاع الارض بأيدٍ مسلمة؟ فهل سئل القاتل نفسه ماذا سيُقال عن هذا القتل، سواء كان اغتيالا بدنيا ام معنويا؟ لا اشك انه سيمدح نفسه ويرجو ان يدخل الجنة بهذه الدماء والاعراض!؟!؟ فهو أعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتعامل مع المرجفين في الارض، وهو ادرى بعقابهم! 
 
اتسأل هل علم رسولنا ان عبدالله بن ابي منافق؟ هل علم انه يجهر بالاسلام ويضمر الكفر والعداوة والبغضاء؟ هل علم انه يريد هدم هذا البناء وتنكيس هذا الامر؟ هل علم بضرره على هذه الامة الوليدة؟ اذاً لما لم يقتله وينكل به؟ لما لم يسبه ويشتمه ويُعرّف الناس بكذبه وخطره؟ 

عرف التاريخ الاسلامي الكثير من الفتن والصعوبات على مر العصور، وفي كل محنة كان هناك المجاهدين، الملتزمين، المتشددين، المتفانيين، المنتطرين، المتخاذلين، المنافقين، والمثبطين. ولا شك ان الكثير من الاتهامات كانت تتبادل بين الاطراف والفئات وبعضها كان عادلا واخر مجحفاً. فما نعيشه الان ليس بجديد على هذه الامة ولكن مع انتشار المعلوماتية والتواصل اصبحت التهم تنتشر كما النار في الهشيم. والكل يظن انه على الحق وينتقي من القرأن والسُنة ما يشاء ليوافق هواه، كما افعل انا هنا!

في كل ما ننقله ليوافق اقوالنا او افعالنا نغفل او نتغافل انه صلى الله عليه وسلم احتوى اعدائه الداخليين، وتودد الى الاخرين. نعم كان عنده سيفه وترسه، ونعم جاهد وحارب وغزا، ولكنه كان يعفو عن المنافقين حتى حيت تخلفوا يوم الزحف، يعطي المؤلفة قلوبهم وسيوف المسلمين لم تزل ملطخة بدمائهم، ويتجاوز عن كثير. ارجو ان نكون مثله وان لا نظن اننا اقدر على التعامل مع الاعداء الداخليين -ايا كان المسمى- او الخارجيين افضل واجرأ منه فلا شك انه صلى الله عليه وسلم هو المثل الاعلى....




Monday 22 October 2012

What if?



I have a wild thought, so bear with me!

What if the world is not as we think of it, it is completely different, just let your imagination guide, lets go:

What if we are a very ting microorganisms inhibiting, or to be more accurate, infecting the earth. Some of us are bad bugs, and some are good, still there is an infection, an earthitis! What if global warming as we think we know it is just a mild fever the earth is suffering because of us, the infection. 

What if all the stars and planets we think we are looking at and studying are just normal living creatures going on their daily life. Some of them might be very interested in studying micro forms of life; us!

What if the bacteria living inside us is thinking of us in the same way we are thinking of our planet! and Earth is thinking of us in the same way we think of bacteria! after all, we are all made of 70% water!

What if the atoms that filling our universe are actually tiny creatures who some are fat, some are slim, some are rich riding private Gamma rays, and some are poor using public electron transports. 

What if some of them are debating creation, existence, life and death and all the jargon we philosophise about. What if some are warning them of dooms day, and some are just not convinced!

What if there is a complex life at every level, just like us!

What if there is a poor hydrogen atom, a tiny weak bacteria, a small dumb planet, an idiotic human  writing right now: what if!








Saturday 20 October 2012

انفصام!


انفصام الشخصية العربية

انا مواطن عربي- وهذا ليس باختياري. والكثير من الاشياء في حياتي لا يد لي فيها، لا اختيار، ولا حيلة. ولدت في المشرق، لم اختر مكان ولادتي الذي يبعد الكثير عن ما اسموه وطني الذي لم اختر ان انتمي اليه. ولم اختر طفولتي، حرب في لبنان ابعدتنا، وتوتر سياسي في سوريا رحلّنا. لم اختر مدرستي، ولا هي اختارتني، ولازلت احتفظ بقصاصة كتب عليها مدير المدرسة: لا مانع من قبوله في الصف الخامس رغم ان عدد الطلاب ٢٠٤ وعدد الصفوف ٤.


لم يك بخياري الذهاب الى المسجد، ولم يك قراري ان اتوقف خوفا من الاشتباه بي بأني من تنظيم اسلامي. لم اقرر اي فرع في الثانوية ان ادرس، كان قرار المدرسة، ولم اكن انا من كتب الاختيارات على طلب القبول الجامعي ،وقرار القبول الموحد هو من فرض علي دراستي الجامعية. 
ملابسي يختارها المجتمع، طعامي يختاره الموسم واليوم من الشهر.


لم يقل لي احدا يوما ماذا تريد؟ لا اعرف ماذا احب من الاشياء، فلم املك يوما خياراَ في امتلاكها. 

رغم انعدام الخيارات في حياتي انا دائما مطالب بأن اختار موقفاََ من الاحداث واتشبث به. وخياراتي دائما متضادة. عندما بدأت اعي العالم حولي طُلب مني ان اختار ان اقف مع بلد عربي ضد اخر، هذا احتل هذا وذاك طلب عون القريب والغريب على هذا! كان لا بد ان اختار!
لاحقا قيل لي هل انت مع السلام ام ضده؟ هل انت مع الانفتاح الاقتصادي، ام ضده؟ مع الخصخصة ام ضدها؟ مع الصوت الواحد ام ضده؟ 


حاولت ان افهم ماذا يعني خيار؟ ماذا يعني ان اتخذ موقف واختار ما اريد، رغم اني لا اعرف ماذا اريد! وبدأت الخيارات تتعقد! 


الان وانا اناظر الاحداث حولي اتسأل: هل حقا علي ان اختار مع اي طرف اريد ان اكون؟
هل اساند الناتو في قصفه لبلد عربي، ام اساند الثوار في وقفتهم امام الحاكم؟ هل أبكي على الامن والامان مع قليل من الخوف وكثير من الذل،  ام اتنعم بالحرية قبل ان يصيبني الرصاص؟ هل ابكي على مصر الثورة، ام ٍمصر الامنة، ام مصر المدنية؟ هل اكون فل، ام اخوان؟ هل أساند الشيعة في البحرين، ام السنة في ايران؟ هل ما يحدث في سوريا مؤامرة اكشف خيوطها، ام اصطف مع "المتأمرين" واغني للحرية؟

نحن لا نعرف ان نختار، لم نتعلمه يوما ابدا، كل شيء في حياتي واجب او حرام؟ لماذا تطالبوني ان اختار، والكل يلومني لاني لم ولا احسن الاختيار؟

حقيقة اشعر اني مصاب باضطراب نفسي، انفصام شديد بالشخصية! تروادني افكار بالانتحار، ولكني لا عرف كيف، ولا اريد ان اختار!
 
الكل يختار موقفه وحزبه وفكره ونظامه العالمي، والكل مؤمن انه على الحق الابلج، وكل ما سواه ضال، مضلل، رجعي، مستشرق، مستغرب، يكره الحق ولا يريد ان يقر به!


ايها العالم العربي، انا معكم جميعا، انا سلفي اؤمن ان ما اصلح حال اول الامة سيصلح حال اخرها، اخواني اعرف ان البناء لا بد ان يبدأ من القاعدة، تحريري مقتنع بان الخلافة هي الحل، ليبرالي اقول بالمساواة والحرية، متمدن انادي بالدولة المدنية، اشتراكي اطالب بالتوزيع العادل للثروة، رأسمالي ادافع عن حرية التملك، سني وشيعي، شرقي وغربي، عربي وعربي، متطرف ومتطرف. هل هذه الخيارات ترضيكم؟

وانا ايضا عكس ذلك كله، ومؤيد ومعارض بشدة، انا كما تريدون واكثر، انا مصاب بانفصام بالشخصية!