Sunday 21 March 2021

الحلقة الثانية - المخابرات - الزيارة الأولى

الحلقة الثانية - المخابرات - الزيارة الأولى

كنت أعرف تقريباً كل شيء عن أسلوبهم، لكن شيئاً واحداً كنت أجهله وهو ماذا لديهم ضدي؟
بمجرد أن جلست قال لي:
إنت في قعدة مع محمود وبهاء وصقر وقلت في تلك الجلسة ان الملك خائن وماسوني، وقلت أن الملك لما صافح رابين (١٩٩٣) قال إنه بيعرف رابين من عشرين سنة!

بدايةً شعرت بالإرتباك الشديد، خطر في ذهني حكم سب مقامات عليا: ٣ إلى ٥ سنوات سجن. شعرت بالعرق يتصبب على ظهري، لم أدري ماذا أقول. نسيت كل شيء كنت أعيده من قصص التحقيق في المخابرات، صدمني الأسلوب والتهمة.

استجمعت قواي وقلت له: انا في حياتي ما اجتمعت مع محمود وبهاء في نفس الجلسة!

لم يترك لي مجال لإنهاء الجملة، ردد نفس الكلمات مرة أخرى وقال أنه متأكد.
لم أدري بماذا أرد، وكان الخوف لا زال في نفسي وقد كنت حريصا أن لا يرى ذلك، ولكن لم أكن أنا نفسي أعلم ان كان خوفي ظاهراً أم لا، وإن كان هو يدرك ذلك أم لا. الشيء الذي شجعني أن ما قاله عني وان كان صحيح أني قلته، لكن ليس مع هؤلاء الذين ذكرهم، فهو يلعب بي، فيجب أن ألعب معه أنا أيضاً. 

استجمعت قواي وقلت له : انا المرة الوحيدة التي اجتمعت بمحمود كانت في قعدة شدة/ تركس، ولم نتحدث في السياسة. أراد أن يقاطعني فأكملت: أما عن المصافحة مع رابين، فنعم أنا قلت هذا، وهو ليس سرّ، بل جاء بالمؤتمر الصحفي الذي بثه التلفزيون الأردني، ولكني قلته في جلسة مع محمد السرحان. 

(هامش: ترددت في ذكر الأسماء، لكن سعي المخابرات خلف صقر الهدار ومحمود الجمل ومحمد العكور وغيرهم هو وسام شرف لهؤلاء الشباب الذين كان همهم هو تحسين الحياة الطلابية في الجامعات والحياة السياسية في الوطن الحبيب، وأما محمد السرحان بصراحة لم أجد سبباً مقنعاً للتستر على من حاول أن يُدمر مستقبلي. أنا صدقاً لا أحمل أي حقد أو ضغينة تجاهه، وأعلم أنه الآن ممن يطالب بالإصلاح وتحسين الأوضاع، ونسي أنه إعتبرني خائن للوطن ويجب الإبلاغ عني عندما كنت أطالب بنفس الشيء قبل ربع قرن). 

 التلفزيون الأردني لم يبث ذلك المقطع من المؤتمر الصحفي، لكن التلفزيون السوري فعل، عدة مرات. 
قال وهو يحاول أن يظهر أنه غير مهتم: أنا لا أعرف من هو محمد السرحان هذا! وسأسلك عنه لاحقاً ،لكن ما يهمني هو ما قلته في جلستك مع صقر ومحمود وبهاء! 

قلت مبتسما وقد شعرت أنني بدأت إجيد اللعبة: محمد السرحان هو من كتب التقرير الذي تقرأ منه! 

سألني بعض الأسئلة الروتينية التي لا أذكرها في عجالة ثم قال:
الوقت لا يكفي، وانت جاي آخر النهار! إرجع بكرة صباحاً ونتحدث! 
قلت ببرود: أنا أعمل في وظيفتين (كنت حينها أعمل في عمان الجراحي ومستشفى الجامعة الاردنية - مصطلح دوبلة) وليس عندي وقت ل "روح وتعال"! نظر إلي مستغرباً جرأتي/ وقاحتي،فأكملت: سأتي غداً في الصباح، لكني لن أنتظر، إذا لم ترني قبل العاشرة سأغادر. قال بودٍّ ظاهر: إن شاء الله خير.. 

أحمد بكر 


No comments:

Post a Comment