Monday 26 August 2013

عن السديس وبعض المشايخ

وعلى الثلاثة الذين خُلِّفوا

استغرب بعض الاصدقاء كلامي على السديس بعد ما تحدث به في خطبة الجمعة من دعم الانقلاب والقتل وسفك الدماء. وكان هناك من التمس له العذر لمنصبه او اعتبارها كبوة عالم، ومن قال انه اجتهد فاخطأ وما الى ذلك من احسان الظن واكبار اهل العلم وعدم تتبع العثرات.
 
لم اعبأ بتصريحات الهام شاهين او تغريدات ضاحي خلفان او ما قاله علاء الاسواني وساقوه من مبررات لقتل المعتصمين في رابعة. ولم يُدهشني موقفهم وموقف من هم من امثالهم طيلة الأزمة التي عصفت ولا تزال تعصف بالحبيبة مصر. فالكذب والفجور وطمس الحق هو من شيمهم ولا يُتوَقع منهم الا هذا، ولو انهم قالوا خلافه لشككت في نفسي وديني!

العتب كل العتب على من نعدهم في الصالحين، من اهل العلم والدين. ولنا في ذلك قدوة في رسولنا عليه الصلاة والسلام، فعند عودته من غزوة تبوك جاءه المُعذّرون من المنافقين والاعراب وساقوا الحجج الواهية لتبرير تخلفهم وتركهم نصرة الحق، فقبل منهم رسول الله عليه الصلاة والسلام وجعل سريرتهم الى الله. اما حين جاءه كعب بن مالك، وهلال بن امية ومرراة بن الربيع يعتذرون عن عدم نصرته واللحاق بجيش العسرة فلم يقبل اعذارهم وفرض عليهم حصارا دامَ ما يزيد عن الشهرين والقصة معروفة لدى الجميع.

{ وَ عَلَىٰ ٱلثَّلَٰثَةِ ٱلَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ ٱلأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ  أن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ ٱللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ 

من هذه القصة نتعلم ان عذر المؤمن ليس كعذر المنافق، وما قد يُقبل من المنافق في ساعات الشدة من التراخي والتخاذل فلا يُقبل ممن حَسُنَ إيمانه. 

فاعود لمن لامني لشدة الكلام عن السديس: ان ظننت انه من اهل الايمان فهل نتبع فيه سنة الرسول عليه الصلاة والسلام مع الثلاثة حتى تضيق عليه الارض بما رحبت وتضيق عليه نفسه ويعلم يقينا ان لا ملجا من الله الا اليه فيتوب؟ وان لم يكن كذلك فنقول له غفر الله لك، ما كنا نظن بك الا هذا!؟!




هذا كان نص التعليق:
 نلوم عمرو خالد والهام شاهين ... فماذا نقول بامام الحرم ؟
هل هي كبوة عالم، او اجتهد فأخطأ؟ لا والله انما هو اتباع الهوى وبيع وشراء في دين الله، ايقف امام عباد الله، في بيت الله، ليصفق لقتل من قالوا لا اله الا الله، على يد من عادوا الله؟ كيف يرضى ان يجعل ظهره مطية، وكلامته بغية ويبرر ما لا يبرر؟ الا يخشى الله؟ الا يخشى من ضياع هيبته وقبوله لدى الناس ؟ 
اتسأل: اذا كان لكلامه هذا التأثير عليّ وعلى امثالي ممن يحبون الدين واهله فكيف باعداء الدين؟ ماذا سيقولون عن علمائنا وسادتنا ممن كنا نُجل ونحترم؟ حسبنا الله ونعم الوكيل في:
من اتخذ الهه هواه
ومن اتاه الله اياته فانسلخ منها
ومن بارك الفتنة التي هي اشد من القتل


No comments:

Post a Comment