Tuesday 27 August 2013

من استخدم السلاح الكيمائي في سوريا

هل استخدم الاسد الكيماوي؟

بإختصار لا أظن، وهذا ليس دفاعاً عن هذا النظام المجرم او لأنه ليس على درجة الاجرام ليفعل ذلك، على العكس تماماً فخلال اعوام الثورة الاثنين لم يتوانى الاسد عن القتل والتنكيل والتهجير والاجرام بالمدن والقرى السورية، وقد قتل عشرات الالاف بدون اسلحة كيماوية وقد استخدم الكيماوي وعلى نطاق صغير قبل ستة اشهر. 
اذا ما الفرق الآن ولماذا هذا التهييج الاعلامي والاستعداد للحرب وقصف النظام؟ قبل الخوض في الجواب لا بد من التنويه انني "زلمة ع قدي" ولست على اطلاع بأسرار القصور ولا خفايا الأمور، إنما أستعرض هنا بعض ما لاحظت من تحليلي للأخبار. إن إتفقت معي فأهلاً وسهلاً وإن لم تتفق فأرجو أن لا تخوّني ولا تتهمني بالغباء!

استغرق التصعيد الكلامي والاعلامي بعض الوقت بعد الحادثة، وقد تبين من لحظاتها الاولى انها ضربة بالاسلحة الكيمائية ولكن الشك كان في من فعلها؟ من يتحمل مسؤليتها؟ ومن رد فعل النظام السوري تبين أنه لا يعرف! وكان هذا التخبط والجهل سبب ارتفاع مؤشر القلق لدى الدول الغربية وليس عدد الشهداء. 

طبعاً يستوجب التنويه أن تبرئة النظام من هذه المجزرة  لا يعني تبرئته تماماً ولا يعني  اتهام الثوار. لا يخفى على أحد أن "اللاعبين" على الساحة السورية ليسوا فقط فريقان، بل يتجاوز ذلك كثيرا والعداء بين الفرقاء لا يفصلهم الى فريقين بل ايضاً الى اكثر من ذلك. فهناك الوية وكتائب تقاتل في سوريا وتعقد الاتفقات مع النظام او مع الجيش الحر. لقد رأينا سابقاً حدوث مجازر حاول النظام التبرئ منها لكنها حدثت من ميليشات موالية له، ورأينا أفعال (فردية احيانا واحيانا اكثر) من بعض فئات المعارضة وحاولت المعارضة التبرئ منها. 

بعد حدوث الهجوم كان بامكان النظام اخذ المراقبين الى الموقع مباشرة لاستصدار صك براءة، او كان بإمكانه إستقداممراقبين أُخر من حلفاؤه ليشهدوا على برائته، ولكن تلبكه العلني والسري أظهر أنه لا يعرف من قصف الغوطة حقيقة ويخشى أن يكون من فعلها احد اتباعه.

هذا الجهل اعطى الغرب رسالة واضحة وخطيرة، النظام السوري فقد السيطرة على زمام الامور والقدرة على التحكم بترسانة اسلحته، وقد يكون لهذا عواقب وخيمة على دول الجوار، ودول الجوار هنا هي اسرائيل، اما باقي الدول فلا قيمة لها.

ما أريد قوله أنه هناك أكثر من طرف في الصراع، وبعضهم (وهم كُثُر) مع النظام لكنه لا يسيطر تماماً على افعالهم وتصرفاتهم. ومن الواضح ان احد هؤلاء الفرقاء هو من قصف الغوطة بالاسلحة الكيماوية وبدون علم مسبق من النظام وحتى دون معرفة تامة الى الان. لكن المؤكد ان الاسد فقد السيطرة على اتباعه ونظامه ولذلك انتهى دوره ولا بد من :
اما انهاء النظام، او
تأمين ترسانة الاسلحة..
والظاهر ان ما يهمهم الاسلحة لا النظام ولا الشعب
الخاسر الاكبر كان ولا زال الشعب السوري!

1 comment:

  1. اتفق معك في تحليلك ولا أظن أن نظام السفاح بهذه البلاهة بتحدي أمريكا والكيان الصهيوني وهو الذي لم يتجرأ على الرد على إختراقهم أجواء سوريا الحبيبة و شخصيا لا استبعد أن تكون إحدى المليشيات الخليجية من قامت بجريمة الغوطة

    ReplyDelete