كتابات سوداوية ٥: ذكريات

لا فائدة... حاولت ترتيب خزانتي عدة مرات وفي كل مرة أجد أني زدتها بعثرة لا ترتيب. حاولت مجدداً ومرراً ولكني بعد كل محاولة أندم على المحاولة وأقول : اول كانت أحسن!

القمصان أولاً، ثم البناطيل، فالبدلات ثم المعاطف، الملابس الداخلية تحت والى جانبها الجرابات والقفازات. فوق أضع الملابس الشتوية، بلايز الصوف واللفحات، وإلى الوراء بعض الألبسة التي لا تتسع الأن لكرشي ولكني على قناعة بأني يوماً ما سأنحف. هذه هي النظريةوسأنطلق إلى التطبيق،  لأبدأ الآن:

هذا القميص مع القمصان، لا هذا القميص الذي إرتديته يوم مظاهرات الطلبة، لن أضعه إلى جانب القميص الذي إرتديته يوم زارنا الوالي في العمل وإضططرت للسلام عليه، إذا هذا القميص هنا والأخر فوق في الخلف. هذه اللفحة التي كنت دائماً أرتديها معلناً عن ثورجيتي، لا مكان لها إلا في المقدمة. هذه الكنزة حاكتها لي أمي قبل عقدين من الزمن، شتوية وقديمة ولكنها من صنع أمي، اذاً هنا مكانها. آه، هذه بدلة العرس، وهذا قميصها، ضيقة جداً، لكنها كانت معي في أسعد أيامي، وأيامي السعيدة قليلة، لا بد أني سأنحف يوماً ما، سأضعها هنا.  

 وبعد ساعة أجد أنني لم أفعل شيئاً سوى نقل الملابس مما كانت عليه، إلى ما كانت عليه. لا فائدة من إعادة المحاولة، ما أحتاجه هو ترتيب ذكرياتي، لا خزانتي.